في أعقاب ما يجري في السودان من تطورات متسارعة، نشرت صحيفة “البناء” اللبنانية، مقالاً لأحد الخبراء الاستراتيجيين يروي فيه خفايا الانقلاب العسكري الذي حصل مؤخراً.
حيث جاء في المقال: “تأكد لنا من مصادرنا الخاصة وبشكل نهائي بأنّ الانقلاب في السودان قد تمّ تنسيقه بالتعاون بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس السوداني المخلوع عمر البشير ووزير دفاعه عوض بن عوف الذي زار الرياض قبل أيام وشارك في اجتماع دول الناتو العربي”.
وأضاف المقال أيضاً: إن “التغيير يهدف إلى تنفيذ خطوة استباقية لاحتمال تطوّر المعارضة الحقيقية للبشير ونجاحها في إحداث تغيير جذري في البلاد يشمل دور السودان في اليمن، وإنهاء الدور التركي والقطري في السودان من خلال فرض سيطرة رجل السعودية بن عوف”، مع الإشارة إلى أن السودان يشارك في اعتداءات “التحالف العربي” بقيادة السعودية والذي تنضوي ضمن صفوفه عدد من البلدان العربية، على اليمن الذي يعيش أزمة إنسانية منذ أعوام.
وأردف الخبير مقاله المذكور قائلاً: “تسهيل تقديم مساعدات مالية سعودية ـ إماراتية للسودان، من خلال إخراج البشير الخاضع للعقوبات من المشهد، وذلك بهدف تهدئة الشارع قدر الإمكان لإفساح المجال أمام توسيع مشاركة السودان العسكرية في اليمن”.
من جهة ثانية، موقع “روسيا اليوم”، بدوره أفاد بأن السيرة العسكرية للرئيس الجديد للمجلس الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان تشير إلى أنه أشرف على القوات السودانية في اليمن كما يعرف عنه بأنه “صارم” في التزامه العسكري، مع الإشارة أيضاً إلى أن البرهان خلف الفريق أول عوض بن عوف في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد أن تنحى الأخير إثر رفض شعبي واسع لقيادته الجيش خلال المرحلة الانتقالية.
يذكر أن السودان يشهد منذ 19 كانون الأول الفائت، تظاهرات كبيرة رفع المحتجون فيها شعارات مناهضة لحكم البشير البالغ من العمر 75 عاماً، إلى أن قام الخميس الفائت، عدد من ضباط الجيش السوداني بالسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي في العاصمة الخرطوم وقاموا ببث الأغاني الوطنية، ليظهر بعد ساعات بن عوف ويلقي بيانه القاضي باعتقال البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وتبدأ الفترة الانتقالية لمدة عامين، لكن ما لبث أن استقال أيضاً وتنازل عن منصبه ليستلمه البرهان.