أثر برس

صراع دمـ.وي في الشمال السوري.. أيُّ دورٍ تركي وراء هجوم “الجـ.ولاني” الأخير؟

by Athr Press A

ما زالت جولات التصعيد في ريف حلب الشمالي مستمرة، منذ بدء الاقتتال مساء العاشر من تشرين الأول الجاري، بعد ضلوع مسلحين من “فرقة الحمزة” بقتل الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجه الحامل في مدينة الباب، وهو ما أدى إلى استنفار من “الفيّلق الثالث”، الذي تُشكّل “الجبهة الشامية” نواته، لتفكيك فصيّل “الحمزات”، وسط تساؤلات عن الدور التركي في التصعيد الحاصل بسبب خضوع غالبية الفصائل في الشمال السوري لإدارة أنقرة على نحو مباشر.

وفي سياق الحديث عن مشاركة متزعم “النصرة” أبو محمد الجولاني في معركة شمال حلب، يشير الكاتب جو غانم في موقع “الميادين نت” إلى أنها “لا تعدو عن كونها ذريعة أو شرارة جرى الانطلاق منها لتنفيذ مخطط أكبر تتقابل فيه واشنطن وأنقرة هذه المرّة، ولكلّ منهما غاياته وأهدافه، إذ تريد أنقرة إلغاء بعض الفصائل بالقوّة عن طريق دفع الجولاني وجماعته إلى القضاء عليها والتوسع على حسابها، أو دفع بعض الفصائل إلى الرضوخ للأمر الواقع والذوبان في “هيئة تحرير الشام” التي يسعى الأتراك لتقديمها إلى العالم باعتبارها خلاصة “المعارضة السورية المعتدل”.

ويوضح الكاتب أن “أنقرة تريد الضغط على بعض تلك الفصائل كي تصبح جاهزة للانخراط في التسوية المحتملة التي يجري التفاوض عليها منذ مدة مع طهران وموسكو، والتي من المنتظر أن تظهر قريباً على شكل انفراجات في العلاقات التركيّة السوريّة، وربما الوصول إلى مصالحة سياسية وميدانية برعاية ثنائي “أستانة” القويّ في المنطقة، والصاعد على مستوى العالم، لافتاً إلى أن “تلك التسوية التي من المنتظر أنْ تؤدّي إلى وصول المؤسسات الحكومية السوريّة إلى المعابر على الحدود التركيّة، وإدخال المساعدات الدولية عبر الجانب الحكومي السوريّ تحديداً، وهي النقطة التي شهدت صراعاً روسياً أميركياً قويّاً من أجلها في الأمم المتحدة خلال الأعوام الأخيرة”.

في حين يرى الكاتب الروسي إيغور سوبوتين أن “هناك سبباً للقلق أثناء الصراع الدائر شمال سوريا، وهو انشقاق مجموعات من “الجيش الوطني” وانضمامها إلى “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة”، وهذا يعطي سبباً للقول إن الجماعة الجهادية، التي كانت تحاول شرعنة وجودها في المشهد السياسي السوري، توسع منطقة سيطرتها المباشرة على الأرض، وإن أنقرة تفقد القدرة على إدارة الوضع”، بحسب ما نقلته صحيفة “نيزافيسيمايا غازيت” الروسية.

وفي الميدان، تدخلت القوات التركية بإرسال رتلٍ عسكري كبير إلى منطقة الصراع بين “عفرين وأعزاز”، إثر هجوم “النصرة” الذي أدى في نتيجته إلى السيطرة على قرية “كفر جنة”، على حين استقدم “الفيّلق الثالث” تعزيزات عسكرية كبيرة غير مسبوقة لوقف زحف وتمدد “الهيئة”.

إذ أكدت مصادر “أثر” في ريف حلب الشمالي، أن القوات التركية استدعت قياديين من الفصائل المتصارعة إلى قاعدتها في مدينة أعزاز، وعقدت اجتماعاً موسعاً معهم لبحث وقف الاقتتال الفوري، و أفادت التسريبات الواردة باتفاق الأطراف مبدئياً على التهدئة، والعودة إلى تطبيق بنود الاتفاق السابق دون أي عراقيل، وانسحاب “الهيئة” من “كفر جنة” والمواقع التي سيطرت عليها في أثناء اشتباكات أمس.

وتسيطر “الهيئة” على محافظة إدلب، وجزء من أرياف حلب الغربية واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، ولا تزال مصنّفة على لوائح “الإرهاب” في مجلس الأمن، كما يعد “أبو محمد الجولاني” القائد العام لـ”تحرير الشام”، من ضمن المطلوبين لأمريكا، وبمكافأةٍ تصل إلى عشرة ملايين دولاراً أمريكياً لمن يدلي بمعلوماتٍ عنه.

وسبق أن أشار تقرير في معهد واشنطن للدراسات إلى أن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن “الجولاني” يشكّل خطراً على الأمن القومي الأمريكي على غرار تنظيم “داعش” والفصائل الراديكالية الأخرى.

أثر برس

اقرأ أيضاً