أحيا مصلون في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس، في مدينة دير الزور السورية، أول قداس لهم بعد غياب دام لسنوات طويلة جراء سيطرت عناصر تنظيم “داعش” على مدينتهم.
إذ جرى القداس في كنيسة السيدة العذراء بحضور قلوب صافية انتظرت أن تعود إلى أرض نشأتها، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالكنيسة، والذي لم يبق داخلها سوى بقايا قذائف أثقلت قبتها بالفجوات وأسقطت الحجارة من جدرانها.
وأقام البطريرك مارأغناطيوس أفرام الثاني، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، بحضور عدد من المسيحيين العائدين للمدينة وبمشاركة رجال دين مسلمين، قداسهم الأول في المدينة بعد غياب استمر لخمس سنوات، مستبدلين مذبح الكنيسة المتضرر بطاولة صغيرة، ومقاعدها الخشبية المدمرة بأخرى بلاستيكية.
وقال البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني خلال الصلاة “إن الشعور لا يوصف ونحن نقيم الصلاة في الكنيسة شبه المهدمة والتي تأتي كتعزية لقلوبنا ورسالة رجاء وأمل لأهالي المدينة ليعودوا إليها، ويشاركوا في إعادة إعمارها من جديد”.
ورأى المصلون في القداس “حياة جديدة منحتهم إصراراً على العودة إلى دير الزور وتحمّل الظروف الصعبة”، فقد كان يعيش في دير الزور أكثر من 3 آلاف مسيحي قبل بدء الحرب في العام 2011.
وأقدم عناصر “داعش”، خلال سنوات سيطرتهم على المدينة، على تنفيذ عمليات إعدام وتنكيل مروعة بحق المسيحيين والمخالفين لمنهجه التكفيري، بالإضافة إلى تدمير كنائس ودور عبادة ومواقع أثرية.
في حين تمكنت القوات السورية في بداية تشرين الثاني الفائت من استعادة السيطرة على كامل مدينة دير الزور وإعادة الأهالي إليها، بعد أن طردت عناصر التنظيم من الأحياء الشرقية التي كان يسيطر عليها منذ العام 2014.