خاص || أثر برس لا تغيب عن مسامع كل مقبل على الزواج، الاستفسارات حول فرقة العراضة التي سيختارها وإن كانت ستحوي مبارزة بالسيف والترس أم ستقتصر على مظاهر الرقص بالأيدي والأرجل وضرب الطبول والأجواء الحماسية.
واعتادت أحياء دمشق القديمة على وجود فرق العراضة التي تشارك في مختلف المناسبات، وجرت العادة في العرس الدمشقي أن ترافق العريس بكامل تفاصيل عرسه لتشجع أصدقاءه والأفراد على المشاركة في أجواء الزفاف، إضافة إلى تواجدها في مناسبات أخرى مثل افتتاح محال أو استقبال شخص عزيز أو حتى أعياد ميلاد أو حفل تخرج.
أبو محمد، أحد أعضاء فرقة عراضة شامية يتحدث لـ “أثر” عن المتغيرات التي طرأت على هذا الطقس خلال فترة الحرب، فيقول: “قبل الحرب كنا نستقدم الخيل والحمام للعراضات ونستخدم الألعاب النارية لنزيد من الجو الحماسي، أما اليوم هذه الإضافات باتت بناء على طلب العريس، إن وجدت”.
ويضيف: “في فترة الحرب خاصة بدمشق، استغنى كثيرون عن العراضة الشامية وحتى أن البعض استغنى عن العرس بالكامل بسبب الأجواء الأمنية حينها، لكن خلال الأعوام الأخيرة عادت العراضة لتكون عنصراً أساسياً من عناصر العرس”.
وعن تكلفة العراضة فأوضح أن زفة العريس فقط تكلّف 250 ألف، أما في حال طلب العريس زفة مع تلبيسة 350 ألف ل.س، ويزداد السعر في حال تم طلب كرنفال ومولوية ودخول للصالة، مضيفاً: “الأهازيج أو الردات التي يتم ترديدها من مناسبة إلى أخرى متشابهة بين العراضات، لكن يمكن لرئيس الفرقة أن يرتجل ويصف ما هو مناسب”.
ومن أشهر الردات التي تقال في العراضات: “صلوا على محمد مكحول العين.. نير وغضير وعادينا وهييييه.. أول ما بدينا.. حركنا إيدينا.. وعالنبي صلينا.. عريـس الزين يتهنّى يطلـب علينا ويتمـنى”.
وبشكل عام تتألف فرقة العراضة من عدد من الأعضاء يختلف بين فرقة وأخرى لكن الحد الأدنى يكون أكثر من 10 أشخاص، وتتألف من “القائد” وهو رئيس الفرقة الذي يقوم بالوصف (ترديد الأغاني) ولديه مساعد يمكن أن ينشأ بينهما نوع من التنافس في الغناء أو الشعر إضافة إلى أعضاء يلعبون بالسيف والترس أما باقي الأشخاص فمهمتهم التصفيق وترديد الأهازيج، كما يتشابه زي كل فرقة وأخرى خاصة أنه مستوحى من اللباس الدمشقي القديم.