أثر برس

صناع المحتوى و”الإنفلونسر” يجذبون أصحاب المنتجات في سوريا!

by Athr Press G

خاص|| أثر برس  في خضم التحولات الكبيرة التي أفرزها الإنترنت، ظهرت مهن رقمية تدعى البلوغر واليوتيوبر والإنفلونسر وغيرها وتحت اسم “صناع المحتوى”، تقوم على استحواذ أعداد كبيرة من المتابعين والمعجبين بصفحاتهم.

ولم يكن مجال الدعاية والإعلان بمعزل عن هذا التحول، بل توجهت غالبية أصحاب المنتجات والسلع لصانعي المحتوى لإعداد الإعلان بعيداً عن العاملين بمجال الدعاية والإعلان، فكيف يتم النظر إلى هذا التحول؟

يجب أن يتم الدمج بين المدرستين:

“التوجه لصنّاع المحتوى وبعض المؤثرين على مواقع التواصل لأداء الإعلانات التجارية هو تطور طبيعي لصناعة الإعلان في العالم، فهم جزء من عملية الترويج الناجحة التي تعمد إليها الشركات لتحقيق الانتشار المطلوب” بحسب ما أشار إليه المعلق الصوتي والمذيع سمو كرم الجباعي أثناء حديثه مع “أثر”.

وتابع الجباعي: لكن المحظور يقع عندما تُترَك الدفة لهم في قيادة العملية الترويجية بعيداً عن صنّاع الإعلانات التقليديين والمحترفين نظراً لقلة الخبرة التي يمتلكها هؤلاء المؤثرين في معرفة توجهات الجمهور، لذلك يجب أن يتم الدمج ما بين المدرسة التقليدية في الإعلان التجاري وبين الطريقة الحديثة في الترويج للمنتجات، للوصول إلى إعلان مؤثر بمحتوى راقٍ يحترم الجمهور.

وعن سلبيات هذه التوجه، تحدث قائلاً: إذا أردنا أن نحكم على هذا التوجه بأنه سلبي، ربما نكون مجحفين بحق الإعلان الذي يستهدف السوق والجمهور السوري، ولكن لا بد أن نكون حذرين من الوقوع في فخ الإسفاف والتفاهة في طريقة عرض الإعلان، كما شاهدنا في كثير من الإعلانات في دول الجوار.

وحول فكرة تأثير جودة الإعلان والقائمين عليه من قبل المؤثرين غير المتخصصين على المُنتج أو السعلة أم يطغى هدف الانتشار عبر المتابعين لهم، رأى الجباعي في ختام حديثه مع “أثر” أن جودة الإعلان وطريقة التنفيذ والرسالة المطروحة، كلها عوامل تؤثر على المُنتّج سلباً أو إيجاباً فكيف إذا كان حامل الرسالة الإعلانية غير مؤهل بالأساس، ربما يحصل انتشاراً للمنتج بسبب إعلان سلبي أو غير لائق ولكن بكل تأكيد ستكون هناك تبعات سلبية على العلامة التجارية ككل إذا تم استخدام أشخاص غير مؤهلين وغير مدركين لأهمية الإعلان التجاري.

هم ليسوا مؤثرين:

بدوره، أوضح المعلق الصوتي في مجال الإعلانات إبراهيم جلال لـ “أثر” أنه لا يرى غياباً كاملاً لصانعي الإعلان، ولكن هو تحول الناس والحياة إلى السوشيال ميديا أكثر من التلفاز، وبالتالي أصبح الإعلان على السوشيال ميديا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أهم من الإعلان عبر التلفاز، وفي سوريا منذ الأساس هناك ضعف في موضوع الإعلان والبروموشن والترويج، ضعف من حيث الفنيّات والأفكار والتجديد مما يجعل هذا التوجه طبيعياً للمؤثرين.

وأكمل جلال: للأسف هم ليسوا مؤثرين ولكن هم مؤثرون في نفس الوقت، فهم لا يصنعون محتوى ولكن بشكل أو بآخر لديهم متابعون، فمن خلال “قادة الرأي” الذين لديهم عدد كبير من المتابعين دعني أقول إن السلعة أو المُنتج يصل تأثيره عبر هؤلاء.

وعن سلبيات التوجه أو إيجابياته، قال جلال: حقيقة هي ليست سلبيات أو إيجابيات، فهذا الموضوع لا يحمل سلبيات على المعلن بالعكس هو يحمل إيجابيات وهذا ما نشاهده على أرض الواقع، فالمعلن يريد الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور ليعرفوا منتجه وسلعته وخدمته التي يريد أن يقدمها لهم، إنما السلبيات هي تكريس المحتوى التافه أو التافهين من الإنفلونسر وأصحاب المحتوى التافه، فهم ليسوا بالضرورة أن يكونوا تافهين ولكن محتواهم يكون لا قيمة له، وفي نفس الوقت نجد رواداً لهؤلاء ولا يكون لهم محتوى غني اجتماعياً، ثقافياً، أدبياً أو دينياً.

يريدون اختصار مصاريف الإعلان:

ورأى جلال أن التجار والصناعيين وأصحاب الفعاليات التجارية لا يخصصون ميزانية كبيرة لصناعة الإعلان في حين يدفعون آلاف الدولارات على استيراد المادة الخام أو على الطاقة ولكن من باب الإعلان لم يدفعوا شيئاً، فهم لا يهتمون بتفاصيل الإعلان ولا بجودته ولا بالميزانية، فهناك صناع محترفون للإعلان في سوريا ولكن لا يكون الدعم والدفع كافي لهم ليبدعوا في عملهم، فأصحاب الفعاليات التجارية يريدون اختصار المصاريف للإعلان، وهناك ضعف في الإعلان لضعف التنافسية بين التجار.

وختم حديثه مع “أثر” قائلاً: عدم الاحترافية في تقديم الإعلان بالتأكيد تؤثر بشكل سلبي على أصحاب الفعاليات التجارية، إلا إذا كان هناك دراسة لهذا الإعلان، فصانع المحتوى أو الإنفلونسر يجب أن يكون مبدعاً في أفكاره واختياراته ويمكن أن يعود بالفائدة على المعلنين، ولكن ذوي المحتوى التافه يضرون أصحاب المنتج والسلعة، وإذا كان صانع محتوى يقدم المحتوى الجميل والترفيه والتسلية وفائدة في نفس الوقت بالتأكيد سيذهبون إلى المكان الصحيح، فالفكرة باختيار الشخص والمؤثر وصانع المحتوى المناسب.

أجرة صناع المحتوى أرخص!

صانع المحتوى الخاص بالسيارات علي حبابة بين لـ “أثر” أن الإعلان عند صانع المحتوى لا يتطلب مشواراً ولا توقيع العقود إلا إذا كان إعلاناً كبيراً، وهذا يسهل العملية الإعلانيّة.

وأضاف أن أسعار المكاتب المخصصة للدعاية والإعلان تكون باهظة جداً وخيالية وأغلى من أسعار صناع المحتوى وهذا من أهم عوامل التوجه لصناع المحتوى لعمل الإعلان، وبالتالي جماهريتهم تكون أكبر فوصول الإعلان أسرع.

أكاديمية: التوجه طبيعي:

كما ترى المعيدة في قسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام بجامعة دمشق بدور الفلاح بحديثها مع “أثر” أن هذا التوجه طبيعي، فهذا النوع من الإعلانات معروف بإعلان الشهادة، أي الذي من خلاله يدلي الشخص مقدم الإعلان بشهادته تجاه المنتج المُعلن عنه، وهذا النوع من الإعلانات لا يقتصر فقط على استخدام شخصية مختصة بالمجال، من الطبيعي أن نلاحظ وجود أطباء ومشاهير وممكن أشخاص عاديين.

وتابعت: دعنا نقول إعلاناً فقط، لأن الدعاية تختلف عن الإعلان، وأصلاً لا يوجد لدينا عاملون بمجال الإعلان، لهذا السبب يوجد تراجعاً كبيراً بطريقة تقديم الإعلانات السورية، والتفسير هو عدم الاستفادة من تجربة خريجي كلية الإعلام من قسم العلاقات العامة والإعلان أولاً، وثانياً: المعلن  يبحث عن طريقة توصل المنتج للمستهلك بسهولة لهذا السبب يلجأ للمؤثرين.

وشرحت أن الإعلان هو التعريف بالشيء، فطالما الإعلان من خلال المؤثرين قادر على إيصال الفكرة للجمهور المستهدف، فهو شيء إيجابي وليس سلبي، وبالنهاية طالما الإعلان ملتزم بالقوانين، وراضي عنه الجمهور وقادر على تحقيق أهداف الخطة الإعلانية الموضوعة من قبل الإدارة العليا، فالمعلن له الحرية المطلقة بطريقة إخراج هذا الإعلان سواء بالأسلوب الدرامي، الحواري، أو الشهادة باستخدام المؤثرين.

وأفادت أنه من شروط استخدام المؤثرين ضمن الإعلانات أن تكون الشخصية صادقة وموثوقة، لأن الكذب بالإعلان سيؤثر سلباً على الصورة الذهنية لهذه الشخصية المقدمة للإعلان.

وختمت حديثها لـ “أثر” مؤكدة أنه ليس شرطاً بإعلان الشهادة أن يكون الشخص متخصصاً، والإعلان هدفه الانتشار، وهنا أصبحت لدينا شهادة شخص مؤثر له متابعون وصادق والمنتج له جودة عالية وبالتالي سيحقق هدف الإعلان.

الجدير ذكره أن غالبية الإعلانات المعروضة في التلفاز يكون مقدموها من فئة النجوم والفنانين، على عكس الإعلانات الطرقيّة والرقمية التي تستقطب صناع المحتوى.

أمير حقوق

اقرأ أيضاً