بعد تمكن “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” من استدراك الموقف واسترجاع معظم المناطق التي سيطرت عليها “جبهة تحرير سوريا” خلال الاقتتال الأخير في إدلب وريف حلب أعلن “حسن صوفان” القائد العام لـ” تحرير سوريا” أمس الثلاثاء، عن استعدادهم لوقف شامل لإطلاق النار وفسح المجال أما جهود المصالحة.
وجاء العرض المذكور عبر كلمةٍ مصوّرة لـ”صوفان”، ساوى فيها بين كلّ من “النصرة” وتنظيم “داعش” المتطّرفين، وأكّد أنّ “سنة البغي قد انتقلت من داعش لتلتهم عقولاً أسكرها حب السّلطة” في إشارة واضحة إلى “النصرة” من دون أن يسمّيها.
وظهر “صوفان” في مقطع الفيديو يرتدي ملابس رسمية بعيدة عن المظهر الإسلامي ما يعكس حالة من انقلاب التشكيلات التي تدعمها تركيا لمظهر أكثر اعتادالاً من أجل تنفيذ مشروع “منطقة آمنة” ممتدة من ريف حلب الشمالي وحتى ريف إدلب الجنوبي خصوصاً بعد تقدمات فصائل المعارضة الدعومة تركياً في عفرين.
وعلى النحو ذاته صبّ “صوفان” سيلاً من الاتهامات لزعيم “النصرة”، “أبو محمد الجولاني” من دون أن يذكر اسمه صراحة، قائلاً “فهو قد أدمن قتال إخوانه حتى صار يخاله شجاعة، واعتاد نقض عهوده معهم حتى حسبَه دهاء، وما زال به الأمر حتى ظنّ نفسه قادراً على حرب الجميع”.
وعلى الرغم من ذلك تواصل الإشتباكات بين الطرفين في كلّ من في قرية “بسرطون” (ريف حلب الغربي)، ومحيط مدينة “معرة النعمان” و”قرية جرادة” (ريف إدلب الجنوبي)، كما دارت معارك بين “النصرة” و”ألوية صقور الشام” المتحالفة مع “تحرير سوريا” من دون أن تنضم إليها في محيط “إحسم” جبل الزاوية وقرب “معرشورين” (ريف إدلب الجنوبي) راح ضحية تلك المعارك عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وأضاف “صوفان” بأن عليهم وقف المجازر التي حصلت في إدلب لأسباب أهمها إمكانية فتح القوات السورية لعملية عسكرية على جبهة حماه بالإضافة إلى واجب مساعدة فصائل الغوطة وفتح جبهات تخفف الضغط، خصوصاً بعد التقدمات الأخيرة التي تمكنت القوات السورية من تحقيقها.
بالمقابل يرى مراقبون بأن السبب الأساسي للإعلان الذي خرج فيه “صوفان” هو تمكن “جبهة النصرة” من استدارك الموقف وشن هجوم معاكس على “جبهة تحرير سوريا” لذلك تحاول الأخيرة المحافظة على بعض النقاط التي سيطرت عليها بمحيط نقاط المراقبة التركية في إدلب، كون الأتراك لا يمكنهم وضع نقاط مراقبة متداخلة مع “جبهة النصرة” المصنفة تحت لائحة الإرهاب العالمي.