خاص|| أثر برس تناقلت بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي معلومات بأن شهر آب المقبل سيكون الأشد حرارة خلال التاريخ المسجل، ما يشير إلى أن العالم على موعد مع صيف ملتهب.
حيث قال رئيس الجمعية الفلكية د.محمد العصيري لـ”أثر” إنه لوحظ مؤخراً زيادة في الاحتباس الحراري، وتأثيرات ظاهرة النينو التي تبلغ ذروتها خلال العام 2025، وبالتالي فعالمياً يعتبر شهر نيسان الماضي هو الأعلى حرارة، كما يلاحظ أن الحرارة مستمرة بالارتفاع بشكل تدريجي.
وتابع العصيري بقوله إن العالم بشكل عام يشهد ارتفاع غير مسبوق بدرجات الحرارة بشكل مستمر، سيما أن معالجة موضوع الاحتباس الحراري لا تزال في خطواتها الأولى ولم تؤت نتائجها بعد، وهو ما أكدته جميع مراكز الدراسة العالمية، خصوصاً من خلال الصور الفضائية، ومن خلال دراسة تأثير البقع الشمسية والنشاط الشمسي على درجات الحرارة.
وأوضح العصيري أن درجات الحرارة على مستوى العالم ارتفعت بمقدار وسطي يبلغ 1.3، قائلاً: “صحيح أن الرقم صغير لكنها تعكس ارتفاع عن المعدلات جميعها، فنلاحظ مثلاً في أيار الفائت معظم ارتفاعات درجات الحرارة كانت بشكل وسطياً بين 3 – 4 درجات في سوريا وأحياناً تصل لـ 7 – 8 درجات، ما يظهر مدى تأثير الاحتباس الحراري، والتي بالطبع تزاد مع دخول فصل الصيف فليكاً بيوم 21 حزيران”.
وبحسب رئيس الجمعية الفلكية، فإنه مع بدء فصل الصيف سنكون أمام أكثر الأشهر حرارة وهي حزيران، تموز، آب، وبداية شهر أيلول، مبيناً أنه عادة ما يكون شهر آب الأعلى حرارة في سوريا والخليج ومعظم دول نصف الكرة الشمالي.
ووفقاً للعصيري، تؤكد الدراسات العالمية أن آب هذا العام سيحطم الأرقام القياسية من جهة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إذ سوف يسجل العالم أجمع ارتفاعات غير مسبوقة بدرجات الحرارة، وبالطبع فإن سوريا سوف تسجل ارتفاعات غير مسبوقة بدرجات الحرارة.
الانفجارات الشمسية:
وحول تأثير النشاط الشمسي والانفجارات المسجلة مؤخراً على الطقس مؤخراً، قال العصيري إنه حتى الآن لا يوجد أي تأكيد أو نفي قاطع لحالة التأثير، سيما وأن المعطيات بهذا الخصوص لاتزال في بداياتها على مستوى العالم، لكن بالمقابل تقول أولى الدراسات التي صدرت مؤخراً أن النشاط الشمسي قد يؤثر لجهة ارتفاع درجات الحرارة، لكن حتى اللحظة لا يوجد أي إثبات أو نفي لهذا الموضوع.
وفيما يخص العام القادم يبين العصيري أنه وفق التوقعات فسيكون أكثر حرارة من العام الحالي، كون ظاهرة النينو سوف تبلغ ذروتها في 2025، بينما تتراجع تأثيراتها خلال العام 2026 ما يعني أنه سيتحسن الطقس حينها بشكل نسبي، لكن في حال استمر الاحتباس الحراري وتأثيراته فلن يشعر الناس بتحسن الطقس كون ما ينخفض من درجات بسبب تراجع النينو سوف يعوضه الاحتباس الحراري.
وكان العصيري أشار سابقاً لـ”أثر” إلى أن تفاعل ظاهرة النينو مع الاحتباس الحراري يتجلى بشبه اختفاء لفصلي الربيع والخريف على حساب توسع فصل الصيف وارتفاع درجة حرارته.
يشار إلى أن تأثيرات ظاهرة النينو بدأت منذ العام الماضي وتعني ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات عند خط الاستواء.
حسن العبودي