أثر برس

ضحايا “الباغوز الفوقاني” يخرجون من قبورهم

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أفادت مصادر محلية لـ “أثر برس”، بأن الأمطار التي شهدتها قرية “الباغوز الفوقاني”، تسببت بظهور جثامين لضحايا قضوا خلال قصف القرية في العام 2019 من قبل الاحتلال الأمريكي و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” قبل خروج تنظيم “داعش” منها.

القرية الواقعة بريف دير الزور الشرقي تشهد انتشاراً لمقابر فردية أو جماعية يقدّر عدد ضحاياها بنحو 2000 على أقل تقدير، غالبيتها ضمن أراض زراعية أو حدائق منزلية ومساحات مفتوحة، وغالباً ما تنبعث روائح تفسّخ الجثث من المقابر نتيجة دفنها على عمق بسيط وعلى عجل، وعلى الرغم من مطالبة السكان للمنظمات العاملة في مناطق انتشار “قسد” لنقل الجثث ودفنها بالطرق الصحيحة، إلا أنه لم يتم نقل سوى 250 جثمان تقريباً، ومن قبل ذويهم.

وتؤكد المصادر التي تواصل معها “أثر برس”، أن السكان المحليين عثروا خلال الأيام الماضية على 6 من الجثث المتفسخة التي ظهرت بشكل جزئي بسبب انجراف التربة عنها جرّاء الأمطار الغزيرة، كما أن الأجزاء الشمالية من القرية تشهد انبعاثاً شديداً للروائح من تحت أنقاض المباني التي ما يزال مصير بعض أصحابها مجهولاً، ويعتقد أن جثامين بعضهم ما زالت تحت أنقاض هذه المباني.

“الباغوز الفوقاني” كانت مسرحاً لمذبحة ارتكبتها القوات الأمريكية في 17 آذار 2019، من خلال قصف “مخيم الباغوز الفوقاني”، بقذائف الفوسفور الأبيض المعروف باسم “نابالم”، وهو من الأسلحة المحرمة دولياً، وتقول مصادر “أثر برس”، أن مساحة المخيم التي لم تكن تزيد عن 2 كم مربع، كان يشهد تواجد عدد ضخم من المدنيين والعوائل المرتبطة بتنظيم “داعش”، وعلى إثر المذبحة قبل التنظيم بالتفاوض مع “قسد” ومن ثم الانسحاب من القرية مقابل الخروج الآمن لعوائل عناصره نحو مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي، وتسليم عناصره بأنفسهم لـ “قسد”، ونقل من المنطقة التي تعرف إعلامياً بـ “جيب هجين”، وهي المناطق التي شهدت ما يعرف بالمرحلة الأخيرة من معركة “غضب الجزيرة”، ما يزيد عن 58 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال نحو “مخيم الهول”، وبعد أن سيطرت “قسد”، على القرية في 21 آذار (أي بعد ثلاثة أيام من المذبحة)، قامت بتجريف مخيم الباغوز الفوقاني لطمس الأدلة على استخدام الأمريكيين لـ “نابالم”، ونقلتِ الجثث المتفحم لجهة مجهولة يعتقد بأنها مقبرة جماعية شمال قرية “أبو خشب”، بريف دير الزور الغربي.

مؤخراً تداولت وسائل إعلام أمريكية معلومات عما أسمته “جريمة حرب محتملة”، ارتكبت من قبل القوات الأمريكية في “الباغوز الفوقاني”، وجاء تعليق وزارة الدفاع الأمريكية معترفاً بارتكاب خطأ راح ضحيته 80 شخصاً من بينهم 5 مدنيين فقط والبقية مرتبطين بـ “داعش” حسب زعمها، إلا أن هذه المعلومات منقوصة وفقاً لتقدير مصادر “أثر برس”، فما حدث خلال ليلة المذبحة من قصف بأسلحة محرمة دولياً على مساحة صغيرة مكتظة بالسكان، يؤكد أن عدد الضحايا أكثر من 80 بعدة مرات.

وتشير المصادر المحلية خلال حديثها لـ “أثر برس”، أن القرية ما تزال تشهد كميات ضخمة من المواد القابلة للانفجار، ما يتسبب بوقوع حوادث نتيجة لمحاولة السكان ترميم منازلهم أو استثمار أراضيهم الزراعية التي كان تنظيم “داعش” قد حولها لحقول ألغام حاول من خلالها تأخير خسارته للقرية التي كانت آخر معاقله الكبرى في الأراضي السورية، ولم تستجب “قسد”، لكل الطلبات التي تقدم بها سكان القرية لإزالة الألغام أو تنفيذ مسح جدي للقرية بحثاً عن المواد القابلة للانفجار.

المنطقة الشرقية 

اقرأ أيضاً