بالتزامن مع تفشي فايروس كورونا المستجد حول العالم، أكد أخصائي أمراض الأطفال الطبيب السوري فراس النميري، أنه من الممكن أن يصاب الطفل بالفايروس لكن أغلب وأكثر حالات الإصابة ستكون غير عرضية “أي دون ظهور أعراض” أو خفيفة تشبه أعراض الإصابة بالبرد أو الزكام كارتفاع الحرارة والسيلان الأنفي والسعال.
ووفقاً لوكالة “سانا” الرسمية السورية، فإن الطبيب النميري أوضح أنه من الممكن حدوث أعراض هضمية عند البعض كالإقياء والإسهال بينما قد يعاني بعض الأطفال المصابين بأمراض نقص المناعة أو الأمراض المزمنة من حدوث اختلاطات المرض كمتلازمة الشدة التنفسية الحادة أو الصدمة الإنتانية وتتطلب الدخول إلى وحدة العناية المشددة لتلقي العلاج اللازم.
ولفت الطبيب إلى أن الرضاعة الطبيعية تُسهم بتكوين الجهاز المناعي للطفل، فحليب الأم يحمي الطفل من نزلات البرد والتحسس والتهابات الأذن الوسطى إضافة إلى إعطائه اللقاحات حسب البرنامج الوطني.
وعن العناصر الغذائية التي يمكن أن تقوي مناعة الطفل، قال الطبيب النميري: إن “البروكلي والجزر والبرتقال والكيوي والفلفل الأحمر والشاي الأخضر والثوم والزنجبيل والفطر ولحم الغنم والتوت وزيت الزيتون والعسل والأسماك والأفوكادو وحساء الدجاج والأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي جميعها تقوي المناعة”.
وأضاف: “على الأم أن تقلل في العناصر الغذائية لطفلها من السكريات في الحلوى والمشروبات الغازية وعصير الفواكه المعلب والمواد الحافظة والأطعمة الحاوية على الأصبغة الصناعية”.
وفيما يخص المتممات الغذائية، شدد النميري على “ضرورة إعطاء الطفل فيتامين دال بشكل يومي حيث أثبتت الدراسات أهميته في زيادة المناعة ومقاومة الأمراض بجرعة أربعمئة وحدة دولية للأطفال قبل السنة وستمئة وحدة دولية بعد السنة يومياً، إضافةً إلى إعطاء الطفل الزنك بشكل يومي ولمدة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر لأن الدراسات الطبية اثبتت أهميته في تقليل الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا ورفع مناعة الجسم”.
وتابع: “يعطى الزنك كشراب أو حبوب من عمر ستة أشهر إلى ثلاث سنوات بمقدار اثنين ونصف مليغرام ومن أربع إلى ثماني سنوات بمقدار خمسة مليغرامات ومن تسع إلى ثلاث عشرة سنة بمقدار عشرة مليغرامات ومن أربع عشرة إلى ثماني عشرة سنة بمقدار خمسة عشر ميليغراما يومياً”، مشيراً إلى أن دراسة أخرى أثبتت أن إعطاء الطفل البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة يسهم أيضاً في تقليل الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.
وبيّن أن محيط الطفل الآمن والبعيد عن الضغط النفسي والمشاكل، يعتبر من أهم عناصر تكوين المناعة للطفل في فترة النمو، إضافة لأهمية النوم الباكر والمنتظم لمساعدة الجسم على البناء والترميم، مشيراً إلى ضرورة عمل مساج للطفل باستخدام الزيوت الطبيعية قبل النوم لمساعدة الجسم على الاسترخاء والنوم العميق، فضلاً عن أن تناول الغذاء الصحي والمتوازن الغني بالخضار والفواكه والحموض الدسمة الأساسية أوميغا ثري مهم جداً.
وختم الطبيب السوري كلامه ناصحاً الأمهات بضرورة بقاء الطفل في المنزل في هذه الفترة “أي فترة انتشار فايروس كورونا” وتعليمه كيفية الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل الأيدي بالماء والصابون والتعقيم الدائم والامتناع عن استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي أو دون استطباب لأنها تخفض من مناعة الجسم، مع الإشارة إلى أن فايروس كورونا أصاب حتى الآن أكثر من مليوني شخص حول العالم.