خاص || أثر برس بعد شهر على إغلاقها، عادت مبادرة “بائع الحكمة” ظهر اليوم بحلة جديدة إلى شارع الزهور في حي المشبكة، حيث أعرب صاحب المبادرة محمد جبر لـ “أثر” عن سعادته بعودة المبادرة إلى الشارع بعد منحهم ترخيص كشك متنقّل من مجلس مدينة طرطوس.
وأكد جبر أنه بموجب الترخيص يستطيع “بائع الحكمة” التنقل بين أماكن عدة داخل طرطوس، والتوسّع إلى المحافظات الأخرى، بهدف تعميم المبادرة وإيصال رسالتها القائمة على نشر الثقافة وتشجيع جيل الشباب على القراءة، بوصفها مبادرة فردية هدفها نشر الثقافة والعلم والتشجيع على المعرفة.
وأشار جبر إلى قيام مؤسسي المبادرة بتكريم عدد من الأوائل في جامعة طرطوس خلال افتتاح المبادرة، لتكون بادرة خير وانطلاقة محبة.
بدوره، بيّن مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس المهندس فراس الموعي لـ “أثر” أنه بعد مراجعة أصحاب مبادرة “بائع الحكمة” لمجلس المدينة وتقدّمهم بطلب ترخيص، تمت دراسة الطلب مع الأخذ بعين الاعتبار ماهية المبادرة وأهميتها الثقافية، ناهيك عمّا حظيت به من دعم إعلامي من المجتمع المحلي والمؤسساتي، وعليه تم منحهم ترخيص كشك متنقل، حيث توسعت المبادرة إذ لم تعد تقتصر على “ستاند” كتب وإنما تحولت إلى كشك متنقل.
وحسب الموعي، بموجب الترخيص يستطيع أصحاب المبادرة التنقّل بين مناطق المحافظة كافة، كما يمكنهم زيارة محافظات أخرى لمدة محددة، وذلك بهدف تعميم رسالة نشر الثقافة.
وحول مكان الإشغال الذي تم منحه للمبادرة، أشار الموعي إلى حيّز من رصيف عريض في شارع الزهور بحي المشبكة وسط مدينة طرطوس، مؤكداً أن المكان قريب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في طرطوس، ويتناسب مع مطلب أصحاب المبادرة أن يكون قريباً من الجامعة باعتبار أن الشريحة المستهدفة بجذبها للقراءة هي طلاب الجامعات.
ولفت الموعي إلى أنه تم اختيار الإشغال في مكان غير مزدحم بالمارة، وفوق رصيف عريض، حيث لا تشكّل المبادرة أي عائق أمام المارة والسيارات، كما كان عليه الحال في المكان السابق وسط السوق التجاري حيث تم وضع “ستاند” الكتب في الطريق، مع إشغال الرصيف بفرش سجادة وتثبيتها بالمسامير.
وكانت قد انطلقت مبادرة “بائع الحكمة” مطلع تشرين الثاني الماضي، في دعوة عامة للقراءة وتحفيز الشباب، خاصة أن معظم رواده من طلاب الجامعات والمدارس، على العودة للكتاب الذي نأى الكثير عنه مع انتشار الإنترنت، وكانت الدعوة تحت عناوين مغرية وجذابة.. “إن كنت لا تمتلك المال اقرأ 15 صفحةً من أي كتاب، واحصل على مشروبك مجاناً”، أو تحت عنوان “مع كل مشروب تشتريه نعطيك حكمة مطبوعة على الكأس”، وعلى سبيل التبادل الثقافي، يمكن لأي شخص تبادل الكتب مع “بائع الحكمة” من خلال أخذ كتاب مقابل وضع كتاب بدلاً منه.