خاص|| أثر برس في سيناريو سنوي، عاد التلوّث إلى مياه مشروع بئر تيشور بريف طرطوس، والمسبب واحد يعيد إنتاج نفسه في كل عام وهو الجفت الناجم عن عمل معاصر الزيتون (مياه العصر)، الذي أدى إلى حرمان 5 قرى من المياه.
“مشكلة قديمة جديدة عمرها نحو 20 عاماً لم تجد حلاً جذرياً لها”، بهذه العبارة لخّص عدد من أهالي قرية تيشور واقع حال معاناتهم منذ سنوات طويلة حتى اليوم، وقالوا لـ”أثر”: “في كل عام تتلوّث مياه مشروع بئر القرية ويتوقف الضخ منه، لتبدأ رحلة البحث عن مصادر مياه بديلة، ونتكبّد أعباء مالية باهظة نتيجة شراء المياه من الصهاريج، ورغم كل الإجراءات الإسعافية التي تتخذ سنوياً للتخفيف من وطأة المشكلة، إلا أنها تبقى إسعافية، ما يسمح بتجدد المشكلة في العام التالي”.
وأشار الأهالي إلى أن عكارة مياه الشرب كانت واضحة للعيان، ولا يختلف اثنان على أنها ملوثة، ناهيك أن تكرار معاناة تلوث مياه الشرب في كل عام جعلت الأمر متوقعاً وغير مستغرب من قبل الأهالي، موضحين أن أهالي خمس قرى حالياً (تيشور، كفران، بعدري، بيت زينة، ضهر ديبة ) محرومون من مياه الشرب بسبب تلوث مياه مشروع بئر تيشور الذي يغذي هذه القرى.
وأضاف الأهالي: من المعلوم للجميع ووفقاً للسيناريو السنوي المعتاد، أن السبب في تلوّث في آبار مياه الشرب هو عمل معاصر الزيتون التي يقوم بعضها برمي مياه الجفت في شبكات الصرف الصحي أو الوديان المجاورة لمياه الشرب، وعدم التزامهم بتجهيز مقطورة لنقل الجفت الناتج عن المعصرة إلى مكان آمن بيئياً.
وتساءل الأهالي: “لماذا لا تتم متابعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المياه الجوفية من مصادر التلوث ومحاسبة المخالفين من أصحاب المعاصر بشدة حتى يلتزموا بالشروط الواجب توفرها لحماية المياه؟”
بدوره، قال مدير عام مؤسسة مياه طرطوس المهندس عماد ديوب لـ”أثر” إن تحاليل عينات المياه التي تم قطفها من مشروع مياه تيشور أظهرت أنها غير صالحة للشرب لعدم مطابقتها للمواصفات القياسية السورية بسبب تلوّث المشروع بنواتج عمل معاصر الزيتون القريبة منه.
وأكد ديوب أنه تم إعلام اللجنة المختصة بهذا الموضوع في المحافظة لمتابعة المشكلة ومعالجة السبب من خلال التقصي عن المعصرة المخالفة واتخاذ الإجراءات بحقها، مضيفاً أنه تم تأمين مصدر مياه بديل للقرى المتضررة من خلال ضخ المياه إليها من مشروع بئر ضهر رجب ريثما يعود مشروع تيشور للخدمة.
وأكد ديوب أن المؤسسة تتابع واقع المشاريع ومعاصر الزيتون، مشدداً على إلزام جميع معاصر الزيتون في المحافظة بعدم رمي مخلفاتها من مياه الجفت في شبكات الصرف الصحي وكذلك في المسيلات المطرية والأنهار وبالقرب من الينابيع منعاً لحدوث أي تلوث في مصادر المياه السطحية والجوفية.
ماهو جفت الزيتون؟
“الجفت” هو السائل الناتج عن عملية استخلاص الزيت من ثمار الزيتون لونه بني وطعمه مر وحامضي، يحتوي على نسبة عالية من المركبات التي تعد خطرة من الناحية البيئية على مصادر المياه بأنواعها من ينابيع وأنهار ومياه جوفية.
كما أن مياه الجفت تعطي المياه لون داكن وتتسبب بضرر كبير في التربة ما يؤدي لاختناقها وتشكل قشور طينية عدا عن انبعاث روائح كريهة مما يقلل من خصوبتها.
يذكر أن وزارة الزراعة حددت 1 تشرين الأول الحالي موعد قطاف الزيتون في طرطوس، يسبقها بأسبوع موعد افتتاح المعاصر لإتمام عمليات الصيانة والتجريب بشكل جيد، لتبدأ بمباشرة عمليات العصر بالتزامن مع بدء جني محصول الزيتون، حيث يوجد في طرطوس 236 معصرة.
صفاء علي – طرطوس