خاص || أثر برس يواجه المزارعون في ريف طرطوس صعوبات بالجملة تقف حائلاً بينهم وبين زراعة أراضيهم التي باتت تحتاج إلى ميزانية خاصة تثقل عاتقهم في ظل الارتفاع الكبير في مستلزمات الزراعة وصعوبة تأمينها بدءاً من حراثة الأراضي وليس انتهاء بتسميدها، وقد يصيب الموسم بتحقيق ربحاً بسيطاً، وقد يخرج “راس براس” إن لم يقع في الخسارة.
واشتكى عدد من المزارعين الذين يملكون “عزّاقات” لحراثة الأراضي لـ”أثر” أنهم منذ سنوات لم يحصلوا على المازوت بالسعر المدعوم، لعدم تخصيصهم ببطاقات إلكترونية أسوة بأصحاب الجرارات الزراعية، ناهيك عن عدم تمكنهم من تعبئة المازوت من محطات الوقود بالسعر الحر، ما يجبرهم على السعي وراء السوق السوداء لشراء المازوت منها بأسعار مضاعفة، وفي حال تم تأمينه، مشيرين إلى أن سعر بيدون المازوت 250 ألف ل.س.
وتساءل أصحاب العزّاقات: كيف يمكن أن نزرع أراضينا إذا لم يتم تأمين مستلزمات الزراعة والإنتاج؟، مطالبين بتخصيصهم ببطاقات إلكترونية من شركة تكامل وتزويدهم بالمازوت وفق مدة محددة.
المعاناة نفسها، جاءت على لسان أحد أصحاب الجرارات الذي أكد أنه منذ أكثر من شهر لم يحصل على المازوت بموجب البطاقة الإلكترونية، مبيناً أنه يفترض أن يحصل على كمية 30 ليتر كل 10 أيام حسب المدة المحددة لهم من شركة تكامل والمحروقات.
وأكد أن واقع الحال يجبر أصحاب الجرارات على شراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، فيما أشار مزارعون إلى أن هذا الأمر الذي ينعكس على ارتفاع أجور حراثة الأراضي للمزارعين الذين يتذمرون من ارتفاع الأسعار، فحراثة الدونم الواحد تصل إلى 100 ألف ل.س، واقع الحال الذي دفع الكثير إلى هجرة أراضيهم.
كما اشتكى مزارعون من عدم وجود أسمدة في المصرف الزراعي، ولجوئهم أيضاً إلى السوق السوداء حيث تباع بأسعار مرتفعة جداً من دون أي رقابة تموينية عليها.
بدوره، بيّن رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن الجرارات الزراعية باتت مخصصاتهم على وزارة النقل بعد أن انتقل تصنيفهم من زراعي إلى النقل، حيث يحصلون بموجب البطاقة الإلكترونية على كمية 30 ليتر كل 10 أيام، مؤكداً أنهم منذ شهر لم يحصلوا على مخصصاتهم.
وأشار علوش إلى أن مخصصات الجرارات لا تكفي، خاصة أن الجرّار لا يخدّم صاحبه فقط، وإنما يخدّم أراضي المزارعين الآخرين الراغبين بحراثة أراضيهم لزراعتها ولا يملكون جراراً، مضيفاً: عدم توزيع المخصصات على الجرارات ولجوء أصحابها لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة ينعكس سلباً على أجور الحراثة التي باتت تتراوح بين 75-100 ألف للدونم الواحد.
وبالنسبة للعزّاقات، أكد علوش أنها لا تحصل على مخصصاتها من المازوت، مشيراً لوجود مشكلة في “تكامل” وقد تم عرض المسألة على الاتحاد العام الزراعي وعلى محافظ طرطوس وسيصار إلى حل المشكلة وتزويدهم ببطاقات إلكترونية لاستلام مخصصاتهم.
وبيّن علوش أنه يوجد في المصرف الزراعي سماد “سوبر فوسفات”، وقد تم إيقاف توزيعه منذ 10 أيام فقط، وسيعاد التوزيع اعتباراً من الشهر القادم، مشيراً إلى أن سماد “آزوت يوريا” تم التعاقد عليه وسيتم استيراده خلال شهر، وسيكون مخصصاً فقط لزراعة القمح.
صفاء علي – طرطوس