أثر برس

مع “أول هبّة هوا”.. هواجس تأمين التدفئة لدى أهالي طرطوس تبدأ والحطب سيد الموقف

by Athr Press G

خاص || أثر برس فيما يقترب أيلول من انتصافه معلناً اقتراب دخول فصل الخريف، بدأ أهالي طرطوس، حالهم كحال أغلبية السوريين، يضربون أخماساً بأسداس، ويبدؤون بإعداد العدّة لتأمين أغراض التدفئة في الشتاء، خاصة إذا صدقت التوقعات المناخية التي تناهت إلى أسماعهم والتي تتحدث عن أن الشتاء القادم سيكون بارداً جداً.

حسابات “طويلة عريضة” لا تفضي لأي نتائج مضمونة أثناء الشتاء الطويل، في ظل تعذر جميع وسائل التدفئة عن متناول الأهالي، إذ يقول أحد أهالي القدموس بريف طرطوس لـ “أثر”: “بات الشتاء على الأبواب، ويقولون إنه سيكون بارداً جداً، والمشكلة أن الدفعة الأولى من المازوت 50 ليتراً فقط، ولا أحد يعلم متى سنحصل عليها، خاصة إذا حل الشتاء مبكر”.

بحسبة سريعة، يستعرض إمكانية التدفئة على الغاز، ليسارع إلى استبعاد هذا الخيار، مدللاً بأن أسطوانة الغاز التي يحصل عليها كل شهرين لا تكفي لحاجات الطبخ، ويضيف: “بالتأكيد لا أستطيع شراء أسطوانة الغاز من السوق السوداء والتي من المؤكد سيصل سعرها في أثناء الشتاء إلى 150- 200 ألف ليرة، وبالنسبة للكهرباء فإن نصف ساعة وفي أحسن الأحوال ساعة لن تكون في الحسبان أبداً”، مستدركاً: “هذا إن بقي برنامج التقنين على حاله في الشتاء”.

إلى قرية الطواحين، أعدّ أبو نادر العدة باكراً منذ الصيف، حسب تعبيره، وقام بشراء الحطب استعداداً لفصل الشتاء، وقال: “أشتري الحطب في الصيف تحسباً لارتفاع الأسعار الذي يتزامن مع أول منخفض في الشتاء، ناهيك أن الحطب سيد وسائل التدفئة؛ فالدفء الذي يمنحه للمكان مهما كانت مساحته واسعة لا يمكن أن يضاهيه المازوت أو الغاز او الكهرباء”.

ولا تقتصر حسبة أبو نادر على ما سبق، وإنما تتعداها إلى إمكانية تسخين المياه وطهي الطعام على صوبية الحطب عندما “تنقطع” العائلة من الغاز في الشتاء، دون الحاجة لشراء أسطوانة غاز من السوق السوداء.

من جهتها، تؤكد أم علي من قرية الحاطرية أنه لا حل للبرد في القرى الجبلية الباردة سوى الحطب، فالمازوت الذي يوزع متأخراً وبكمية 50 ليتراً فقط كدفعة أولى لا يكفي لتشغيل المدفأة ثلاثة أيام أو كحد أقصى أسبوع في قريتهم، في حال لم يكن هناك منخفض جوي.

إلى مدينة طرطوس، واقع الشكوى يعيد إنتاج نفسه، إذ قال أمجد محمود إنه بدأ منذ اليوم يفكر ويضرب أخماساً بأسداس كيف سيتدبر أمر التدفئة لعائلته في الشتاء، متسائلاً: “كيف ستكفينا كمية 50 ليتر مازوت فقط؟”، مضيفاً: “لن تكفي هذه الكمية، وسنضطر كما الشتاء الماضي للسعي وراء شراء أسطوانات غاز من السوق السوداء وتكبد مصاريف إضافية”، مؤكداً أنه في الشتاء الماضي استدان المال من أقاربه ليؤمن شراء الغاز تارة، والمازوت من السوق السوداء تارة أخرى.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله أحمد لـ”أثر”: “غلاء المعيشة مع عدم توفر وسائل التدفئة بات يشكّل عبئاً ثقيلاً على المواطنين مع اقتراب فصل الشتاء”، مضيفاً: “وسيلة التدفئة الأكثر توفيراً هي المازوت، لكن كمية 50 ليتراً كدفعة أولى لا تفي حاجة المواطنين للتدفئة في الشتاء، خاصة في القرى الجبلية الباردة، ناهيك عن التأخر بتوزيعها كما جرى العام الماضي، واقع الحال الذي دفع عدد كبير من المواطنين للاعتماد على وسائل أخرى للتدفئة بأسعار مرتفعة كالغاز المنزلي والحطب”.

تبديد هواجس المواطنين وتأمينهم قبل الشتاء، برأي أحمد، كان يستدعي من وزارة النفط أن تعلن عن البدء بالتسجيل على الدفعة الأولى من المازوت خلال الصيف، وأن يتم البدء بالتوزيع خلال آب الماضي لضمان وصول المادة للأهالي قبل حلول فصل الشتاء، خاصة أن هناك عدد كبير منهم حصلوا على الدفعة الأولى من المازوت، العام الماضي، بعد بداية العام الجديد.

وكانت أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية أمس البدء بالتسجيل على مازوت التدفئة لموسم 2022/2023 اعتباراً من يوم غد 14 / 9 /2022 وبكمية 50 ليتر كدفعة أولى، علماً بأن أولوية التنفيذ بعد التسجيل ستكون تبعاً لأقدم عملية شراء سابقة.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً