خاص || أثر برس وثّق عدد من الأشخاص في طرطوس ظهور نوع من الطيور يطلق عليه اسم “المينا”، بأعداد لا بأس بها، حيث تم تداول صور الطائر الذي وصفه خبراء في الحياة البرية، بأنه دخيل ويعتبر خطراً على البيئة السورية، خاصة بالنسبة للطيور المحلية.
وبيّن الخبير في الحياة البرية الأستاذ أحمد ايدك لـ”أثر” أن هذا الطائر يطلق عليه اسم طائر المينا المشاكس، واسمه العلمي “Acridotheres tristis”، واسمه الانكليزي “Common Myna”، وهو من الطيور الآسيوية الاستوائية وشبه الاستوائية، الدخيلة على البيئة السورية، حيث تم إدخاله إلى العديد من بلدان العالم بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
وحسب ايدك، تم إدخال هذا الطائر إلى الشرق الأوسط في بداية السبعينات كواحدة من الأدوات البيولوجية لمكافحة الآفات الحشرية في دول الخليج، ولكنه انتشرت في بلاد الشام من خلال هروب بعضهم من الأقفاص ليجد موئلاً مناسباً يبدؤون فيه بتأسيس مستعمراتهم القوية، وتم إدراج هذا الطائر كأحد أسوأ 100 نوع من الطيور الغازية على مستوى العالم.
وأشار ايدك إلى أن طائر المينا موجود في معظم المحافظات السورية، ولا يقتصر مشاهدته فقط في طرطوس.
وبيّن ايدك أن طائر المينا من الطيور سريعة التكاثر حيث تبيض الأنثى أكثر من مرة خلال العام، وتضع 4-5 بيضات تفقس خلال 18 يوماً، ذات نظام غذائي متنوع جداً، تأكل كل مايصادفها من الحشرات، اللحوم، البذور، الفواكه، من القمامة، بالإضافة للبيض، الأسماك، الزواحف الصغيرة، وغيرها.
وحول تأثير هذا الطائر على البيئة، أكد أيدك أنه بحسب منظمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، يعتبر طائر المينا من الطيور المهددة للأنظمة البيئية بشكل كبير إضافة إلى تأثيره السلبي على المنتجات البشرية، إضافة للصيد الجائر الذي تتعرض له الطيور والحيوانات في سوريا بما يشبه الإبادة، وتدمير الموائل الطبيعية المستمر.
وأضاف ايدك: أصبح التنوع البيولوجي لدينا هش جداً ولا يحتمل أي تدخل آخر، لذا فإن وجود طائر غازي كالمينا في البيئة السورية هو ضرر آخر للنظام البيئي الهش، فهو من الطيور الانتهازية واسعة التغذية وبالتالي فإن وجوده سيكون مصدر تهديد للكثير جداً من طيورنا المحلية وخاصة الصغيرة منها، فهو منافس كبير للغذاء، وذو قوة وقدرة على إيذاء الطيور الأخرى وفراخها وبيوضها، مؤكداً أن وجوده سيكون مصدر تهديد كبير جداً للطيور المحلية.
وبرأيه الشخصي، شدد ايدك على وجوب قتل هذا الطائر واستهدافه أينما وجد، وكذلك تخريب أعشاشه أينما وجدت، مستدركاً: سيكون من المستحيل طبعاً القضاء عليه بشكل نهائي في سوريا بسبب انتشاره الإقليمي في لبنان وفلسطين والأردن، ولكن قتل أعداد كبيرة منه في سوريا سيخفف بالتأكيد من تأثيره السلبي على بيئتنا.
صفاء علي – طرطوس