تعود بؤر التوتر الخامدة في محافظة درعا، للنشاط بين الحين والآخر، استناداً إلى واقع ميداني معقد، لا تحكمه تسوية ناضجة ولا اشتباك فعلي.
حيث تناقلت مواقع معارضة خلال الساعات الماضية أخباراً تحدثت عن تصعيد عسكري ضمن مدينة طفس، وسط أنباء عن وقوع اشتباكات على أطراف المدينة بين قوات الجيش السوري وفصائل مسلحة تتمركز بداخلها، وأشارت المصادر الإعلامية المعارضة إلى أن ذلك جاء بعد إخفاق المفاوضات أول من أمس، إذ يطالب الجيش السوري بترحيل قيادات ومسلحين رافضين للتسوية إلى إدلب وتسليم سلاحهم الثقيل، إضافة إلى طرد الغرباء من المنطقة، وذلك لتجنيب المنطقة تبعات عمل عسكري واسع.
بدورها، قالت مصادر ميدانية لـ “أثر”، إن قوات الجيش وقبيل البدء بشن أي هجمات على البلدة، خيرت الفصائل المسلحة بتسليم بعض القيادات من المسلحين لترحيلهم إلى الشمال، والبدء بهندسة اتفاق تسوية في البلدة يعيد الهدوء التام إليها.
في مقابل ذلك نفى محافظ درعا مروان شربك وجود أي معارك بمحيط المدينة مؤكداً أن الأمور تسير نحو التسوية والمصالحة.
وأوضح شربك، أن “منطقة طفس هي المنطقة الوحيدة (بريف درعا) التي لم تحصل فيها تسوية، والآن يجري العمل على إجراء هذه التسوية وينتهي الأمر، ولا اشتباكات نهائياً” وذلك وفقاً لما نقلت عنه صحيفة “الوطن” المحلية.
وأضاف: “الأمور في المنطقة تسير إلى التسوية والمصالحة”، لافتاً إلى أن “التوصل إلى تسوية نهائية في المنطقة سيتم قريباً، والإجراءات التي تتخذ حالياً هي من أجل ذلك”.
وقالت وسائل إعلام روسية إنها رصدت أرتالاً تابعة للجيش السوري وهي تتوجه إلى درعا، ضمت سبع وحدات من المركبات المدرعة المنقولة على شاحنات والدبابات المزودة بحماية إضافية مع مجموعة من الإجراءات المضادة الإلكترونية الضوئية.
وتسعى قوات الجيش السوري الى إنهاء وجود المجموعات المسلحة خارج إطار القوّات الرسميّة، إضافة إلى انهاء بقايا الفصائل المسلّحة التي خرجت من المنطقة إبان سيطرة الجيش السوري على المنطقة قبل نحو ثلاثة أعوام.
وحسب مصادر “أثر” فإن قوات الجيش تلجأ اليوم إلى فرض اتفاقات تسوية محدودة على مستوى بلدات وأحياء صغيرة في درعا، لسحب فتيل التصعيد منها تدريجياً، بعد فشل التسوية الشاملة في عموم المحافظة، سيما مع تعدد تبعيات الفصائل ومستويات التزامها بالاتفاقات المبرمة.
وتقع مدينة طفس شمال غربي درعا وتبعد 13 كيلومترًا عن مركز المحافظة، وخضعت لسيطرة الفصائل المسلحة عام 2012.