خاص|| أثر برس نتيجة الازدحام الخانق الذي تعيشه مدينة دمشق؛ قررت مجموعة من طلاب وطالبات الجامعة والموظفين التخلي عن استخدام باصات النقل و”التكاسي” والانتقال إلى استخدام الدراجة الهوائية (البسكليت) فهي الحل الأمثل بالنسبة لهم حالياً.
مراسلة “أثر” التقت بعض الطلاب الذين يستخدمون “البسكليت” في الوصول إلى جامعاتهم؛ حيث وصفت فاتن (طالبة جامعية) خلال حديثها لـ”أثر” قيادة السيارة في شوارع دمشق خلال النهار بـ”الكابوس” بسبب الازدحام فضلاً عن ندرة وسائل النقل وانعدامها في بعض الأوقات؛ لافتة إلى أنها قاطعت وسائل النقل ووجدت أن الدراجة الهوائية هي الحل للوصول إلى الجامعة.
وأضافت فاتن: “كنت يومياً أتأخر على المحاضرة نصف ساعة ولكن بعد أن اشتريت البسكليت لم أعد أتاخر أبداً، وأصبحت مرتاحة أكثر وتمكنت من توفير أجرة المواصلات”.
أما محمد الذي يدرس في كلية الهندسة (الهمك) قال لـ”أثر”: “كان الطريق من منزلي إلى الجامعة يستغرق ساعة ونصف ولكن اليوم بفضل الدراجة الهوائية صار الطريق يستغرق نصف ساعة”؛ متابعاً: “ركوب الدراجة لا يختصر الوقت فحسب؛ إنما المشقة التي كنت أعانيها أثناء انتظاري لوقت طويل وسيلة نقل أو لأحظى بمكان في الباص حتى أصل”.
بدوره، ضياء (طالب معهد) قال لـ”أثر”: “إضافة إلى أن الدراجة الهوائية توفر المحروقات كذلك وفرت علينا الانتظار الطويل لأي سيارة عابرة تنقلنا”؛ مضيفاً: “كنت أخرج من المنزل عند السادسة والنصف صباحاً لأن دوام المعهد عند الثامنة كي أحظى بوسيلة نقل وأصل قبل الوقت إلا أنني أحسست براحة نفسية لأنني اشتريت الدراجة فصرت أخرج من منزلي عند السابعة والربع وأصل خلال 20 دقيقة”.
أيضاً، دانا (طالبة في كلية الآداب) قالت لـ”أثر”: “(المجد للبسكليت) التي وفرت علينا الوقت والوقود”؛ مشيرة إلى أن المسافة التي كانت تقطعها من شارع بغداد إلى الكلية تقارب الساعتين بوضع “المواصلات السيىء”؛ إلا أنه وبعد تأمين الجامعة لمصفّات للدراجات تحمست واشترت واحدة مستعملة بـ250 ألف لأن لا قدرة لأهلها على شراء واحدة جديدة فقد “باتت تقارب المليون ونصف بحسب الماركة والنوع ومصدر صناعتها”.
وفي السياق، ذكر أبو عطا وهو تاجر يعمل في بيع وشراء الدراجات الهوائية الجديدة والمستعملة؛ أن نسبة مبيعات الدراجات زادت بسبب أزمة السير وخاصة من قبل طلاب وطالبات الجامعة، مبيناً أن سعر الدراجة الجديدة يبدأ من 700 ألف وحتى مليون ونصف بحسب نوعها ومصدرها، أما المستعملة فيبدأ سعرها من 250 وحتى 500 ألف بحسب نظافتها.
ولفت أبو عطا إلى أن أكثر زبائنه من الطلاب حيث يطلبون الدراجات المستعملة لأن “ليس لديهم قدرة على شراء الجديد فمعظمهم ما زالوا يعتمدون في مصروفهم على أهاليهم”.
من جهته، فتحي (كذلك يعمل في تجارة الدراجات الهوائية) أوضح لـ”أثر” أنه يبيع ويشتري الدراجات المستعملة والجديدة بحسب رغبة الزبون فمنهم من يطلب المستعمل وقلة قليلة تطلب الجديد كي لا تقوم بإصلاحها”.
وبحسب ما رصدت مراسلة “أثر” فإن أسعار الدراجات الهوائية (البسكليت) للنوعية الوسط تتراوح بين 450- 500 ألف بينما الجيدة 800 ألف في حين تراوح سعر الدراجة الجبلية بين مليون ونصف حتى مليون و800 ألف.
يذكر أنه في عام 2023 الفائت، خصصت جامعة دمشق أماكن خاصة (موقف) للدراجات الهوائية التي يستخدمها الطلاب والطالبات في الجامعة، وهدفت هذه الخطوة حينها إلى محاولة تشجيع الطلاب والطالبات على ركوب الدراجات الهوائية واستعمالها للذهاب للجامعة وتوفير الجهد والوقت والمال عليهم في ظل الظروف الاقتصادية السائدة.
وكان قد أوضح نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب د.محمد تركو في تصريح سابق لـ “أثر” أن جامعة دمشق قامت بتأمين مصفات لدراجات الطلاب الهوائية والكهربائية بغية حمايتهم”؛ مضيفاً أن هذه المصفات ستكون ضمن عدد من التجمعات (البرامكة-الآداب-الكليات الطبية-الهمك-الهندسة الزراعية) وستكون مجهزة بكاميرات مراقبة وأدوات حماية.
دينا عبد ــ دمشق