حظي اسم العراقية سجى الدُليمي بالكثير من الشهرة لمجرّد أنها طليقة زعيم تنظيم “داعش” هشام محمد المشهور بلقبه “أبو بكر البغدادي”، بالنسبة لها هذا الموضوع يزعجها فقد دفعت بسببه الثمن باهظاً كون اسمها إقترن باسم زعيم “داعش” فضلاً عن أنها شقيقة مسلح في “جبهة النصرة” قُتل مؤخراً.
في الجلسة الأخيرة بعد عشرات جلسات الإستماع لإفادتها وإفادات زوجها الفلسطيني المخلى سبيله كمال خلف، وهو الزوج الثالث لها ويصغرها بعدة سنوات، عقب الإفراج عنهما ضمن صفقة تبادل تمت بين الجيش اللبناني من جهة وبين المفاوضين مع “جبهة النصرة” في العام 2015 من جهة أخرى، إذ خرجت الدليمي عن صمتها وتحدثت بجرأة أكثر من أي مرة سابقة.
بعد ساعة وربع من الجلسة لم تحافظ الدليمي على رباطة جأشها وصلابتها التي بدت بهما طوال هذا النهار”حين حضورها صباحاً إلى المحكمة حتى ساعة الغروب” فأجهشت بالبكاء حين عودتها إلى زاويتها المخصصة لها في القاعة فحاولت إخفاء دموعها المنهارة لكنها لم تفلح لا سيما حيت استذكرت لحظة إجهاض جنينها في الجلسة الأخيرة أي قبل عام تقريباً، يومها أغمي عليها داخل القاعة ونقلت إلى مشفى العسكري ليتبين أنها فقدت جنينها بسبب جلوسها لساعات طويلة داخل القاعة بانتظار دورها.
في الجلسة الختامية استعادت الدليمي مع العميد الجديد أبرز مراحل حياتها من لحظة زواجها الأول من رقيب في الجيش العراقي وإنجابها منه توأم ثم موته في العام 2007 حتى زواجها من الأستاذ الجامعي في كلية بغداد “هشام محمد” المشهور حالياً “بأبو بكر البغدادي”، زعيم “داعش”.
في العام 2008 تعرّفت سجى على “هشام” وأعجبت به جداً وبشخصيته ووافقت على الزواج منه لكنها لم تمكث معه سوى 3 أشهر لتتركه وتهرب من منزله طالبة الطلاق كونها اكتشفت أن زوجته الأولى متعلقة به تماماً ولم تقبل بتدمير حياته مع عائلته فقررت الخروج من حياته دون إخباره أنها حامل منه.
وبعد فترة قصيرة علم طليقها عن طريق الصدفة أنها حامل لكنها فضّلت عدم الرجوع إليه وطلبت منه أن يسجل ابنته على خانته لكنه رفض مع العلم أنه وافق على دفع نفقة لابنته بقيمة 100 دولار أميركي شهرياً وبقي الاتصال بينهما بين العام 2008 حتى 2009 وإنقطع مع العلم أن شقيقها بقي على تواصل معه من أجل تأمين النفقة حتى العام 2011 لكنه رفض تسجيلها على اسمه.
لم تعرف سجى الشهرة إعلامياً إلا حين تعقدت صفقة إطلاق راهبات معلولا مرات عدة في العام 2014، بسبب عدم شمولها في عداد النساء السجينات المفرج عنهن من سجون السلطات السورية في حينه.
بحسب إعترافتها في المحكمة لفتت إلى أنها هربت من يبرود في سوريا متوجهة نحو لبنان بعد وصولها أنباء من شقيقها عن وصول القوات السورية إلى المنطقة “يبرود” ودخلت بشكل طبيعي إلى لبنان مؤكدة أن الأمن العام اللبناني أخبرها بأنه يعرف من هي.
لكنها لم تعرف هي أنها طليقة “أبو بكر” سوى من نشرات الأخبار حين كانت تشاهد التلفاز مع والدتها وهي في بلدة مجدل عنجر اللبنانية وظهر على إحدى الشاشات يوم الجمعة من شهر رمضان المبارك في العام 2014 حين ظهر لأول مرة على الإعلام في ضمن أول خطاب علني له في هذا الوقت كانت سجى قد تعرفت على خلف عبر “الفايسبوك” تحت اسم “ملاك” وحين التقيا أغرما ببعضهما فأخبرته لاحقاً أنها طبيقة “البغدادي” ورغم ذلك وافق على الزواج منها، مع العلم أن خلف كان مسجوناً لمدة خمس سنوات داخل سجن الأحداث في “روميه”.
بعد الظهور الإعلامي “لأبو بكر” قررت الهرب مع عائلتها من لبنان كي لا تتم ملاحقتها ودخولها في جدال جديد لا سيما أنها خرجت ضمن صفقة صعبة حيث اشترط شقيقها في “النصرة” على الإفراج عنها مقابل الراهبات ورغم ذلك تعتبر أنه هدم حياتها كون لا ناقة ولاجمل لها من موضوع الإرهاب برمته حسب كلامها.
في طريق هروبها إلى سوريا أوقفها الأمن العام اللبناني على الحدود هي والعائلة بتهمة تزوير وثائق إلى أن أتت الصفقة الثانية في حياتها وأخرجتها من تجربة ثانية.
وعن هذا المحوّر تحديداً قالت سجى بأن بعض طلاقها من “أبو بكر” ورفضه تسجيل ابنته قام والدها بتسجيلها على اسمه لتصبح عرفياً شقيقة سجى وليست ابنتها لذا التبس الأمر على المحققين.
من وجهة نظرها فقد دافعت عن حبها الكبير للشاب الفلسطيني رغم كل المعوقات التي اجتاحت حبهما خاصة من قبل أهله كون اسمها يشكل خطر على العائلة ولم تتردد من الوقوف أمام العميد عبد الله لتقول له: “منذ طفولتي حتى سن الـ15 وأنا أحلم بالزواج من ثائر فلسطيني يشبه ثوار الحجارة وحقق الله حلمي”.
وتصر سجى على رفضها مغادرة لبنان قبل تنظيف سجلها ليس من أجلها بل من أجل أطفالها وهي حالياً تسكن في مخيّم نهر البارد في طرابلس مع زوجها الذي يعمل في مجال المقاولات والذي يبدو أن وضعه المادي ميسور من طريقة أناقته الواضحة.
ومن المتوقع أن يصدر الحكم بحسب الوكلاء سيكون الإكتفاء بمدة توقيفها النهائي بحقها وحق زوجها في منتصف ليل الاثنين.