خاص || أثر برس أصدرت مديرية الزراعة في اللاذقية قراراً يقضي ببيع الحطب للمواطنين عبر البطاقة العائلية ولمرة واحدة بسعر 500 ألف ليرة سورية للطن الواحد.
وفي ظل استعصاء خيارات التدفئة الأخرى، من كهرباء “تصل بالقطارة” بفعل برنامج تقنين جائر، وغاز محكوم برسالة تأتي كل شهرين ولا تكفي لأغراض الطبخ، لم يعد أمام المواطن سوى خيار الحطب، باعتباره وسيلة التدفئة المتاحة، بالرغم من ارتفاع أسعاره والتي باتت تحلّق بعيداً عن أصحاب الدخل المحدود.
من أين لأصحاب الدخل المحدود 500 ألف ليرة!
أكد عدد من المواطنين الذين التقاهم مراسل “أثر” أن السعر الذي حددته الوزارة لطن الحطب مرتفع جداً مقارنة بدخلهم الشهري الذي بالكاد يكفي للطعام والشراب وحاجات الحياة الأساسية، إذ قال أبو أحمد “عامل مياوم”: “من أين لنا مبلغ 500 ألف ليرة، وحتى 250 ألف ليرة إذا أردنا مقاسمة أحد بشراء طن الحطب من مديرية الزراعة، مدللاً بالمثل: “الجمل بليرة.. وليرة مافي”، مضيفاً بتهكم: “من شو بتشكي البطانيات”.
بدورها، أكدت أم زياد أن العائلة الواحدة تحتاج في الشهر الواحد لطن من الحطب، وهذا يعني أنها تحتاج لأكثر من الكمية المسموح شراؤها، مشيرة إلى أنها بحاجة للتقدم بطلب للحصول على قرض أو الاستدانة من الأقرباء لتتمكن من كسر برودة الشتاء في منزلها الواقع في ريف جبلة، مستدركة: “تبقى أسعار الزراعة مقبولة و”أرحم” من أسعار تجار الحطب، الذين يبيعون أرخص نوع من الحطب بـ700 ألف ليرة أي “الكحل أحسن من العمى”.
ويقول أبو جابر: رغم التسهيلات التي تقدمها الزراعة لشراء الحطب، “إلا أن سعره مرتفع ومع ذلك فإنه يبقى أفضل من المازوت في حال توفره، لأن الحطب قادر على تدفئة مساحات كبيرة يعجز المازوت عن تدفئتها، مضيفاً: في السنوات السابقة كان الحصول على الحطب سهل جداً، في حال توفر ثمنه، إذ يتم شراؤه ببداية الشتاء أو قبله، ويترك طوال فصل الشتاء في المنزل، أما الآن ومع ارتفاع سعره في الوقت الحالي أصبح عصياً على مدافئ ذوي الدخل المحدود”
فيما أكد أمجد أن حطب الصنوبر الذي قررت الزراعة بيعه للمواطنين ليس مرغوباً، باعتباره يشتعل سريعاً ويحترق سريعاً ما يعني أنه لا يدوم طويلاً ويحتاج إلى تزكية المدفأة بشكل دائم لتبقى مشتعلة على خلاف أنواع أخرى من الحطب كالزيتون والحور والليمون، التي تبقى نارها متقدة لوقت أطول بكثير من الصنوبر.
البيع خلال الأيام القادمة ولمرة واحدة:
بدوره، بيّن مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا لـ”اثر” أنه يمكن للمواطنين شراء طن واحد من الحطب بسعر 500 ألف ليرة بموجب البطاقة العائلية ولمرة واحدة فقط، وأن الحطب الذي سيتم بيعه من نوع الصنوبر المتوفر لديهم.
وأوضح دوبا أنه يتم تجميع الأحطاب الناتجة في مراكز التجميع التابعة لدائرة الحراج من قبل الفرق التابعة للدائرة وتباع للمواطنين حسب تسعيرة الوزارة.
وأضاف: يمكن للمواطنين الراغبين بالحصول على مادة الحطب، تقديم طلب عن طريق النافذة الواحدة في مديرية الزراعة، مبيناً أنه سوف يتم البدء بعملية البيع خلال الأيام القليلة القادمة ضمن مناطق المحافظة كافة.
باسل يوسف – اللاذقية