دعا كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، روسيا إلى عدم الاكتفاء بالمواقف السياسية إزاء الاعتداءت الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
وفي حوارٍ أجراه مع صحيفة “الوفاق” الإيرانية، قال خاجي: “نتوقع من أصدقائنا الروس أكثر من مجرد إصدار بيان لأنهم موجودون في سوريا، وأن الكيان الصهيوني يغزو ويقصف من الزوايا المختلفة، وليس من المقبول بالنسبة لنا أن يتم إيقاف تشغيل جميع أجهزتهم ولا يحدث شيء”، لافتاً إلى أنّ طهران تتوقع من موسكو أن يكون لديها رد فعل أقوى في هذا الشأن، والمزيد من الاهتمام لهذه النقطة في المستقبل”.
وتعليقاً على سؤالٍ بشأن الإجراءات التي تتخذها سوريا وإيران لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، قال الدبلوماسي الإيراني: “لقد حذّرنا المجتمع الدولي دائماً بأن صبر إيران سينتهي أخيراً”، مضيفاً: “يمكنني أن أقول بسهولة أننا لسنا ملزمين بالهجوم من نفس المكان الذي تهاجم فيه “إسرائيل”، ولكننا نعرف طرق مواجهة “إسرائيل”، والإسرائيليون أنفسهم يدركون جيداً ما نحن قادرون على مواجهتهم به”.
وفي أيّار الفائت، أفادت أنباء بتوقف العمل لما يسمّى “الخط الأحمر” بين موسكو و”تل أبيب” الخاص بمنع التصادم بين الطرفين في سوريا، ونقلت “الجريدة” الكويتية حينها عن مصدر دبلوماسي غربي كبير، قوله: إنّ “روسيا علّقت العمل بما يسمى “الخط الأحمر” مع “إسرائيل”، مضيفاً: أنّ “إسرائيل أخفقت أخيراً في الاتصال بـ”الخط الأحمر”، وبعد محاولات فاشلة عدّة ، طلبت توضيحاً من السفير الروسي لديها أناتولي فيكتوروف، الذي أبلغها أن الخط معطل لأسباب تقنية”، مشيراً إلى أنه “على الرغم من تطمينات السفير الروسي الضمنية، بأنه لا قرار سياسياً أو أمنياً وراء إغلاق الخط، فإن الاتصال بين الجانبين مقطوع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع”.
وكشف الدبلوماسي الغربي أن “إسرائيل اضطرت لشن ضربتين داخل الأراضي السورية من دون الرجوع إلى موسكو لإبلاغها كما كان يجري في السنوات الماضية، حيث كانت “تل أبيب” تبلغ الجيش الروسي بمواقع ضرباتها في سوريا قبل دقائق عدّة بما يسمح لموسكو بالتحرّك ولا يؤثر في فعالية الهجمات”.
ومنذ الحرب في أوكرانيا، ازدادت الخلافات بين موسكو و”تل أبيب” على خلفية دعم الأخيرة لأوكرانيا وإمدادها بالسلاح، بالإضافة إلى وقوفها لجانب المعسكر الغربي بقيادة واشنطن ضد موسكو، وفي هذا السياق لفت الدبلوماسي الغربي إلى أنّ “الجهات الإسرائيلية بدأت تأخذ بالحسبان إمكانية أن يكون هناك رد روسي على هجماتها في سوريا، أو حتى تعرّض الطائرات الإسرائيلية المقاتلة لاستهداف روسي وهي في الأجواء”، مشيراً إلى أنّ “جيش الكيان الإسرائيلي غيّر بروتوكول الهجمات، وأصبح يتجنب القصف المباشر فوق الأراضي السورية ويقوم بالقصف من جهة البحر أو من “الجولان” السوري المحتل، كما بدأ الطياريون الإسرائيليون اعتماد أساليب مراوغة، عبر إطلاق صواريخ وهمية لاستثارة المضادات الجوية السورية ومن ثم تنفيذ الهجوم”.
واتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فتح خط منع التصادم بين موسكو و”تل أبيب” عام 2015 لتفادي وقوع أي حوادث بين الطرفين في سوريا، وتجنب إصابة أي قوات أو معدات روسية، ويربط قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية شمال غربي سوريا، مع قيادة أركان جيش الكيان الإسرائيلي.
وشنّ الكيان الإسرائيلي عدواناً مزدوجاً في 13 من أيلول الجاري، على محافظتي طرطوس وحماة، وذكرت الدفاع السورية، أنّ العدوان أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أفادت عقب استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية في 7 من أيّار الفائت، بأن “وزير دفاع الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى مؤخراً تقييماً مع قادة الجيش، للأوضاع في سوريا بعد الخطوات العربية”، موضحةً أن التقدير الإسرائيلي يشير إلى أن استعادة سوريا لموقعها العربي “تطور سيئ على المديين القصير والمتوسط؛ لأنها تجعل أي عدوان إسرائيلي أقل شرعية”.
وأكدت الصحيفة، أنّ “إسرائيل بعثت رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن التطبيع العربي مع سوريا لن يمنعها من مواصلة الهجوم على الأراضي السورية، ولن يؤثر في التصرفات الإسرائيلية”.
أثر برس