أكدت الخارجية الإيرانية أن زيارة علي لاريجاني المبعوث الخاص للمرشد الإيراني الأعلى، إلى سوريا يوم الخميس 14 تشرين الثاني الجاري، جاءت بهدف إيصال رسالة مفادها أن إيران ما زالت تدعم سوريا ولبنان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين: “هذه الزيارة تأتي للاستفادة من إمكانيات البلاد كافة لتحقيق الأهداف الدبلوماسية مؤكدة رسالة مفادها أن إيران ما زالت تدعم بقوة سوريا ولبنان ضد العدوان الصهيوني المستمر”، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
وتابع بقائي: “نرحب بتحسين العلاقات مع الدول على أساس المبادئ والاحترام والحكمة ومصالح البلاد والمنطقة وأمنها”.
والتقى لاريجاني، في الزيارة الرئيس بشار الأسد، ووفق “الرئاسة السورية” فإنه “تم في اللقاء البحث في التطورات التي تشهدها المنطقة سيما التصعيد الإسرائيلي والعدوان المستمر على فلسطين ولبنان وضرورة إيقافه.
وشدد لاريجاني على “وقوف إيران إلى جانب سوريا واستعدادها لتقديم أنواع الدعم شتى”، مؤكداً دور سوريا المحوري في المنطقة والتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها.
وبعد يومين من زيارة لاريجاني، وصل إلى العاصمة دمشق وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده، وأكد خلال زيارته أن “سوريا لديها مكانة استراتيجية في سياسة بلاده الخارجية”.
وأشار الجنرال الإيراني المتقاعد حسين كنعاني، تعقيباً على زيارة نصير زاده، إلى أن “زيارة وزير الدفاع الإيراني دمشق تأتي استكمالاً للجهود الإيرانية المتواصلة دعماً لحلفائها في سوريا ولبنان، وللتنسيق بين حلقات محور المقاومة”، وفق ما نقله موقع قناة “الجزيرة“.
ويعتقد كنعاني أنه لا يمكن النظر في زيارة نصير زاده من دون أخذ زيارة علي لاريجاني بالحسبان، موضحاً أن “الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة في التوقيت الراهن تحتم على طهران أن تعزز دعمها الدبلوماسي لقادة محور المقاومة بما يتناسب ودعمها الميدان”.
من جانبها، أشارت صحيفة “الأخبار” في مقالة نشرتها اليوم الاثنين إلى أنه “تكتسب تلك الزيارة أهمية كبيرة لأسباب عدة، من بينها تزامنها مع الحملات الإعلامية المستمرة التي تستهدف العلاقات بين دمشق وطهران، والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بذريعة محاربة الوجود الإيراني هناك، علماً أن استشاريين من إيران يحضرون في هذا البلد لمساعدته في محاربة الإرهاب، وفق اتفاقية بين البلدين. أيضاً، تكتسب الزيارة أهمية كبيرة كونها تأتي بعد انتشار تقارير عدة حول وجود خطط لتقليص الوجود الإيراني في سوريا، الأمر الذي نفاه مسؤولون إيرانيون، مؤكدين أنه لا وجود لأيّ خطط في ذلك الصدد، في الوقت الحالي، وأن الوجود الإيراني شرعي، ويأتي في سياق محاربة الإرهاب”.
يشار إلى أن زيارتي المسؤولين الإيرانيين تزامنت مع تكثيف الاحتلال الإسرائيلي غاراته على سوريا، كان أبرزها الغارة التي استهدفت بنائين سكنيين في دمشق بمنطقتي المزة فيلات غربية وقدسيا، وهذا خلّف ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين.