استهدف طيران حربي مجهول أمس الاثنين، مواقع في بلدة أم شامي في ريف السويداء الجنوبي الشرقي بالقرب من الشعاب وعلى الحدود الإدارية بين درعا والسو يداء على الطريق الحربي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر استخباراتية إقليمية، أن “الأردن شن عدة غارات جوية نادرة يوم أمس الاثنين داخل سوريا” كما أفاد “المرصد” المعارض بأن الطيران هو تابع للقوات الأردنية، مشيراً إلى أنه استهدف مزارع بالقرب من مدينة صلخد، وقرب قرية الشعاب، ومزرعة في منطقة ذيبين قرب الحدود السورية- الأردنية، وموقع قرب قرية المتاعية في ريف درعا، دون أن يُصدر الأردن أي بيان رسمي يتبنى خلاله هذا الاستهداف.
وأوضحت شبكة “السويداء 24” أن الغارات الجوية في المحافظة استهدفت أكثر من موقع في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وتزامنت هذه الاستهدافات، مع تصريح لوزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، الذي أكد أن “القوات المسلحة الأردنية تخوض مواجهات عدة على الحدود الشمالية مع سوريا مؤخراً” وفق ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.
كما أعلن الجيش الأردني أمس الإثنين “وقوع اشتباكات منذ الصباح بين قوات حرس الحدود الأردنية، ومجموعات مسلحة على الحدود الشمالية للمملكة ضمن مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية أسفرت عن إحباط تهريب كميات من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية الصاروخية”.
وبدأت عمليات الاستهدافات الأردنية على الحدود المشتركة مع سوريا، بعد اجتماع عمّان الذي عُقد بين وزراء خارجية سوريا والأردن ومصر والسعودية والعراق، في الأول من أيار الفائت، إذ ركّز البيان الختامي للاجتماع على ثلاثة ملفات: “حماية الحدود المشتركة ومكافحة تهريب المخدرات، وتأمين عودة اللاجئين السوريين مقابل تأمين البنية التحتية في سوريا والمساعدة في عملية إعادة الإعمار”.
وفي تموز 2023 أصدرت الخارجية الأردنية بياناً قالت فيه: “عَقدَت اللجنة الأردنية- السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، اليوم، اجتماعها الأول والتي تقرر تشكيلها تنفيذاً لمخرجات اجتماع عمّان التشاوري الذي استضافته المملكة في 1 أيار 2023”.
وتشتكي عمّان باستمرار من “عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن” حيث أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في7 أيلول الفائت، بعد لقاء جمعه مع نظيره الإيرلندي، أنه وضع وزير الخارجية الإيرلندي في صورة التحدي الكبير الذي يمثله تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن.
وحول هذا “التهديد” أوضح سابقاً المحلل السياسي السوري كمال الجفا، أنه “نتيجة للظروف الأمنية والعسكرية ومراكز النفوذ المتعددة على الأراضي السورية، وضعف سيطرة الدولة على الأطراف بعد حرب مستمرة لما يزيد عن اثني عشر عاماً، من الطبيعي أن تخرج مناطق بأكملها عن قبضة السلطات الأمنية والعسكرية في أي دولة شهدت صراعات وحروباً متنقلة كما شهدتها سوريا” وفق ما نقلته صحيفة “الدستور” المصرية.
وأشار الجفا، إلى تعدد الانتماءات العسكرية والأهداف للقوى التي انتشرت جنوبي سوريا بالقرب من الحدود السورية- الأردنية، لافتاً إلى أن الجيش السوري كافة هذه القوى، موضحاً أنه “تم استيعاب قسم كبير من هؤلاء ضمن تشكيلات رديفة للدولة والجيش السوري، وبقي السلاح بين أيديهم، وبقيت مساحة من السلطة والسيطرة الميدانية والجغرافية بين أيديهم، وبالتالي ليست الدولة هي السلطة العليا والمسيطرة على هذه المساحات الضخمة من المناطق الحدودية”.