أثر برس

عاصمة القمح السوري تشهد عزوفاً عن زراعة القمح والشعير.. تحذيرات من البذار الأمريكية المشبوهة

by Athr Press G

خاص ||أثر برس تشهد محافظة الحسكة (عاصمة القمح السوري) عزوفاً غير مسبوق في زراعة الأراضي الزراعية بمحصولي القمح والشعير خصوصاً البعل منها، حيث بلغت المساحة المزروعة أكثر من 22 ألف هكتار حتى تاريخه وذلك تطبيقاً للخطة الزراعية الفرعية في المحافظة.

وبيّنت مصادر في مديرية زراعة الحسكة لــ”أثر” أن المساحة المزروعة توزعت على 4400 هكتار قمح مروي و8400 هكتار قمح بعل فيما بلغت مساحة الشعير البعل 6150 هكتاراً والشعير المروي 3300 هكتار متركّزة في منطقتي الاستقرار الثانية والثالثة ولا سيما المناطق الجنوبية والشرقية من المحافظة.

ولفتت المصادر إلى أن عمليات زراعة محصولي القمح والشعير لا تزال في البدايات حيث ينتظر الفلاحون ممن يزرعون أراضيهم بالمساحات البعلية تحسّن واقع هطول الأمطار لزيادة الإقبال على الزراعة مشيراً إلى أن عمليات الزراعة تستمر عادة حتى نهاية العام الحالي.

من جهتها، مصادر في اتحاد فلاحي الحسكة أكدت لـ “أثر” أن أسباب عزوف الفلاحين عن زراعة أرضيهم ليست فقط بسبب تأخّر هطول الأمطار بل لأسباب أخرى تتعلّق بارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من بذور ومحروقات وفقدانها من الأسواق أيضا، إضافة لاختفاء الدعم الحكومي للزراعات الاستراتيجية خصوصاً القروض وبذور الزراعة.

وفي نفس السياق أعلنت السفارة الأمريكية في سوريا عبر صفحتها على الـ “فيسبوك” تقديم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ما يقرب ٣٠٠٠ طن من بذور القمح (عالية الجودة للمزارعين) في شمال شرق سوريا مع بدء موسم زراعة القمح.

وأفادت مصادر محلية لــ”أثر” ببدء ما يسمّى هيئة “الزراعة والاقتصاد” التابعة لقوات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي، عمليات توزيع بذار القمح إلى المزارعين في محافظة الحسكة السورية (عاصمة القمح السوري)، خصوصاً ناحية تل حميس بريف مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة.

وقالت السفارة الأمريكية في سوريا، في منشورها: “يُعتبر القمح العمود الفقري لقطاع الزراعة في سوريا، ستدعم هذه البذور مئات المزارعين لإنتاج ما يقرب ٣٢,٠٠٠ طن من القمح العام المقبل، مما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع المزيد من الأزمات الاقتصادية”.

في حين اعتبرت مصادر حكومية سورية مختصّة بالشأن الزراعي لــ”أثر” أن توزيع البذور يأتي في إطار العدوان الأمريكي على الأراضي السورية ونسف أمن السوريين الغذائي، من خلال قيام الوكالة الأمريكية للتنمية بتوزيع أنواع غير معروفة من بذار القمح للفلاحين بعدد من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي وقوات “قسد” بريف الحسكة، ما يشكّل خطراً جديداً على الواقع الزراعي والأمن الغذائي للسوريين وذلك بعد منع الفلاحين خلال السنوات الماضية من بيع إنتاجهم للمراكز الحكومية السورية.

وذكرت المصادر أن الوكالة الأمريكية للتنمية بدأت عبر مندوبين من هيئة “الزراعة والاقتصاد” التابعة لقوات “قسد” بتوزيع 3000 طن من بذار القمح للفلاحين في بعض مناطق ريف القامشلي التي تسيطر عليها قوات “قسد” وكانت البداية في ناحية تل حميس والتجمّعات التابعة لها وسط تحذيرات من الأصناف الموزعة، حيث تم توزيع 185 طن لكل مزارع 2 طن ونصف الطن من البذار.

وتابعت المصادر بأن “الهيئة” وضعت شرطاً على المزارعين المستفيدين أن يكون كل مزارع يملك بئراً للمياه بغزارة 5 إنش حصراً، لكي يحصل على الكمية، وأن يتم توريد الإنتاج إلى مؤسسات “قسد” عبر تعهدات خطية من المزارعين، حيث استفاد 74 مزارعاً من الكميات الموزعة في ناحية تل حميس على أن يتم توزيع الكميات المتبقية على المناطق الأخرى.

وحذّرت المصادر الفلاحين والمزارعين في محافظة الحسكة عدم استلام البذار من مصدر غير موثوق ولا سيما أنها لم تخضع لأي عمليات تحليل واختبار ضمن المختبرات الخاصة بالمؤسسات الرسمية الحكومية ذات الشأن لأن الجهة الوحيدة المعتمدة في عمليات توزيع البذار هي المؤسسة العامة لإكثار البذار الحكومية.

وكانت مديرية زراعة الحسكة باشرت عبر الدوائر الزراعية التابعة لها المنتشرة في المحافظة منح التنظيم الزراعي للفلاحين تطبيقاً للخطة الزراعية الفرعية.

اقرأ أيضاً