تصادف اليوم الاثنين 7 أكتوبر الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى” وسط تصعيد لافت تشهده الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة إلى جانب استمرار القتال في قطاع غزة، ومن دون أن يحقق الكيان الإسرائيلي أيّاً من الجبهات التي فتحها.
وفي هذا الصدد، قال اللواء في احتياط “جيش” الاحتلال “غدي شمني” في لقاء أجراه مع قناة “14” العبرية: “إنّ الوضع في قطاع غزة معقّد وصعب، وأهداف الحرب لم تتحقّق، فلم يتمّ إخضاع حماس ولم نتمكّن من إعادة الأسرى”.
وأضاف أن “حماس تملك الكثير من الأسلحة”، موضحاً أنّ “الحركة لم تشعر أساساً بالخطر، بل تعلم أنّها ستصمد”.
وبيّن “شمني” أنه “في نهاية المطاف، وهذه الحقيقة المرّة، نحن لا يمكننا البقاء في كل حي وزقاق في القطاع، وحتماً ليس مع التحديات التي تواجهنا في الشمال (مع حزب الله)”.
وشدد “اللواء في الاحتياط” على أنّ “التخلي عن الأسرى الموجودين في قطاع غزة سيخلّف انكساراً لا يمكن لإسرائيل أن تعيش معه”، مضيفاً: “في كل شهر نبقى هناك، يُقتل لنا مزيد من الأشخاص”.
من جانبه، رأى اللواء في الاحتياط “يوم طوف سميا” أنّ “القرارات التي يتّخذها المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن الحرب لن تؤدي إلى نتائج جيدة”، محذراً من التداعيات السلبية للحرب على “الاقتصاد، قدرة البقاء، استمرار التجنيد في الجيش والردع”، وفق ما نقلته قناة “14” العبرية.
وأشار “سميا” إلى أنّ “مدة الحرب التي تنخرط فيها إسرائيل حالياً ستتخطى المدة التي استغرقتها حرب 1948، التي استمرت 19 شهراً”، موضحاً أنّ “هذا الأمر يتعارض مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية الأساسية، التي تتحدث عن الحروب القصيرة والاستراحات الطويلة بينها”.
بدوره، أكد المقدّم في الاحتياط “ألون أفيتارو” أنّ “حماس بقيادة يحيى السنوار أو أي أحد آخر، ستبقى موجودةً في قطاع غزة، حتى مع عملية تكتيكية إسرائيلية، أو عمليات في المستقبل”، وفق ما نقلته قناة “12” العبرية.
كما أشار موقع قناة “I24” العبرية إلى أن الرأي السائد عند جزء كبير المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية هو أن “التهديد بتسلل الفلسطينيين إلى المستوطنات الإسرائيلية وتنفيذ هجوم دامٍ ضد سكانها ليس منفصلاً عن الواقع، بل بخلاف ذلك، قد يتجسد كل يوم، نعم، حتى اليوم”.
وأضاف تقرير القناة العبرية أن “قتل رجال ونساء وشبان وشابات في عمليات وهي مشاهد اعتادها اليهود في الضفة الغربية للأسف في العقود الأخيرة، والاستعداد للقادم من جانب المؤسسة الأمنية يستحق الفحص ويمكن أن نرى في عبارة (التصور) البالية والممضوغة صلة كبيرة بقطاع يشهد تصعيداً متزايداً سيقود الى انتفاضة ثالثة”.
وأكد التقرير العبري أن “في العام الماضي ارتفعت العمليات المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى مستوى جديد، والتي ارتفع حجمها من حيث النطاق والقدرات والإنجازات التي لم نشهدها منذ سنوات”، موضحة أن “السيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات الناسفة القوية وكميات المتفجرات الموجودة في أيدي آلاف المسلحين، لا تشكل سوى جزء من التهديدات التي واجهتها القيادة المركزية والشاباك في المنطقة في العام الماضي”.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالة أكدت فيها أن حماس تمكنت من الحفاظ على قدرتها العسكرية، مشيرة إلى أن “حماس تركز بلا هوادة على تحقيق الاكتفاء الذاتي”، موضحةً أنّ هذا يشمل “القدرة على إنتاج الأسلحة والمتفجرات الخاصة بها، وتنفيذ عمليات معقدة تشمل الآلاف من المشاركين، مع الحفاظ على السرية التامة”.
وأكدت الصحيفة أن “بعد مرور عام على الحرب، اكتشف محققو الجيش الإسرائيلي أنّ عدداً قليلاً ومدهشاً من الأسلحة الموجودة في غزة إيراني الصنع”، مشيرة إلى أن “الحركة كانت تصنع صواريخ جديدةً في مصانع ضخمة تحت الأرض”.
وأضافت أن “هؤلاء المحققين لم يجدوا مصانع ضخمةً لتجميع الصواريخ والقذائف على نطاق واسع، وبدلاً من ذلك، وجدوا في الغالب ورش عمل صغيرةً، يستخدم فيها عمّال المعادن مخارط بسيطة، في تحويل الأنابيب والمواد الكيميائية الزراعية إلى مكوّنات للقذائف المتفجرة”.
من جانبها، أصدرت حركات المقاومة في لبنان والعراق بيانات أكدت أنها مستمرة في حراكها ضد الكيان الإسرائيلي، إذ قال حزب الله في بيانه، أنه يؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإزالته، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي أثبت أنه “كيان هش لا قدرة له على البقاء والاستمرار لولا الدعم الأمريكي”، وقال: “إن الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من حلفائها وأدواتها في العالم وفي المنطقة هم شركاء هذا الاحتلال في عدوانه وفي جرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد شعوب المنطقة وتتحمّل المسؤولية الكاملة عن القتل والإجرام والظلم والمآسي الإنسانية المفجعة”.
وخلُص بيان حزب الله إلى أن “قرار حزب الله فتح جبهة الإسناد في الثامن من تشرين الأول لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة هو قرار إلى جانب الحق والعدل والإنسانية التامة وفي نفس الوقت هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه مقاومتنا وشعبنا أثماناً باهظة ومكلفة في بنيتها القيادية وفي بنيتها العسكرية والمادية، ونزوحاً قسرياً لمئات آلاف المدنيين الآمنين، ودمارًا ثقيلاً في الأملاك والمباني الخاصة، ولا يزال العدو يواصل إجرامه وعدوانه بلا حدود، غير أننا واثقون إن شاء الله بقدرة مقاومتنا على صد العدوان، وبشعبنا العظيم والمقاوم على الصبر والصمود والتحمّل حتى زوال هذه الغمة، وإننا نرى اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة ، فقد ولى زمن الهزائم وجاء نصر الله”.
من جانبها، أشادت “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية” بجبهات الإسناد التي أطلقتها حركات المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية لمساندة الفلسطينيين، مؤكدة أنه “لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نرى المقاومين من لبنان واليمن والعراق يلتحمون مع مقاومي شعبنا ويساندونه بالانخراط المباشر في المعركة واستهداف قواته وقواعده العسكرية وتكبيده الخسائر، وكذلك الهجمات القوية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية في إيران على الكيان الصهيوني معلنة وقوفها إلى جانب شعبنا وإسناد مقاوميه”.
وأضافت أن “جميع هذه الجبهات قدمت الشهداء والتضحيات على طريق القدس، وامتزجت دماء مقاوميها وقادتها بدماء أبناء شعبنا وقادتنا ومجاهدينا ليؤكدوا وحدة الهدف والدم والمصير، وأن فلسطين ليست وحدها، وأن هذه المعركة التي انطلقت شرارتها من غزة ستغير وجه المنطقة وستمهد لتحرير فلسطين وكسر الاحتلال وكنسه بإذن الله”.
وأكد بيان المقاومة الفلسطينية أن “وحدة المقاتلين في الميدان شكّلت على مدار عام كامل من القتال والاستبسال في صد العدوان والالتحام بآليات الاحتلال مشهداً عظيماً، ومثّلت عامل قوة إضافية لكل قوى المقاومة التي تساندت وتكاملت بالمعلومات والعتاد والرجال والقتال كتفاً لكتف وكبدت العدو خسائر فادحة في الجنود والآليات وأوقعت قواته في كمائن محكمة أعدت في كل شارع وحي وزقاق، وأوصلت رسالة للعدو أن كل شعبنا وفصائلنا يتبنون المقاومة كخيار هو قدر الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وحقها المقدّس”.
يشار إلى أنه في 7 تشرين الأول 2023 شن مقاتلو الفصائل الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” باستهداف المستوطنات “الإسرائيلية” الموجودة في غلاف غزة بـ5000 صاروخ، واقتحم فيما بعد مقاتلو الفصائل الفلسطينية المستوطنات جواً بوساطة “الطائرات الشراعية” وبراً بعرباتهم، ودخلوا إلى عدد من المستوطنات وأسروا عشرات “الإسرائيليين”.