التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وذلك بعد أسبوع من الاعتداء الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأفادت الرئاسة السورية عبر قناتها على “تلغرام” بأن “الرئيس بشار الأسد اعتبر أن قصف الكيان الصهيوني للمدنيين في قطاع غزة بهذه الوحشية والدموية غير المسبوقة هو دليل على فشله في تحقيق أهدافه العسكرية”، منوهاً إلى أن “ما يسعى هذا الكيان لتحقيقه اليوم هو محاولة هزيمة المجتمع والشعب في قطاع غزة ليهزُم من خلاله المقاومة الفلسطينية، لكن ذلك لن يحصل”.
وأضافت الرئاسة السورية أن “الرئيس الأسد بحث مع عبد اللهيان سبل دعم الشعب الفلسطيني دولياً في ظل التغيرات الكبيرة في المواقف الدولية تجاه ما يحصل في غزة، كما بحث معه العلاقات الثنائية بين سورية وإيران والتنسيق المستمر بين البلدين في مختلف القضايا الثنائية والدولية”.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فيصل المقداد: “أجرينا مباحثات ومشاورات مهمة للغاية مع رئيس الجمهورية العربية السورية الصديقة والشقيقة السيد الرئيس بشار الأسد وتطرقنا إلى العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية والدولية المهمة ولا سيما القضايا المتعلقة بفلسطين وجريمة الحرب الإرهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد القنصلية الإيرانية في دمشق”، مضيفاً أن أمن سوريا هو أمن المنطقة.
وأشار عبد اللهيان إلى أن “الجريمة الإرهابية الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد القنصلية الإيرانية بدمشق كانت باستخدام مقاتلات وصواريخ أمريكية”.
وأضاف: “أقول من هنا من دمشق بصوت عال إن الولايات المتحدة مسؤولة عن هذه الجريمة الإرهابية ضد القنصلية الإيرانية ويجب أن تتحمل مسؤوليتها، كما أن الكيان الصهيوني سيعاقب على جريمته”.
ولفت عبد اللهيان، إلى أن امتناع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إدانة العدوان الإسرائيلي على مبنى القنصلية يدل على أن واشنطن منحت الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي للقيام بهذا الهجوم.
بدوره قال وزير الخارجية فيصل المقداد: “العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق انتهاك للقوانين الدولية ولجميع القيم التي قامت عليها البشرية” مضيفاً أن “وجود الكيان الصهيوني هو تهديد لنا جميعاً”.
وأكد كل من المقداد وعبد اللهيان، ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023.
ووصل اليوم الإثنين إلى العاصمة دمشق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والتقى الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية فيصل المقداد، وذلك بعد أسبوع من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبعد ساعات من استهداف مبنى القنصلية أعلنت واشنطن أن الكيان الإسرائيلي لم يبلغها بنيته استهداف السفارة إلّا قبل دقائق من الهجوم، فيما أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أن المدير العام لشؤون أمريكا في وزارة الخارجية استدعى مسؤول السفارة السويسرية بصفته “راعي المصالح الأمريكي” وذلك عقب الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقالت نائبة المتحدث باسم الدفاع الأمريكية سابرينا سينغ للصحفيين: “الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في تلك الضربة” مضيفة “لم يكن لدينا أي علم بالأمر في وقت مبكر”.
وأوضح عبد اللهيان حينها أن “في هذا الاستدعاء تم توضيح أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي وتأكيد مسؤولية الحكومة الأمريكية”، مضيفاً أنه “تم إرسال رسالة مهمة إلى الحكومة الأمريكية باعتبارها داعماً للكيان الصهيوني، يجب أن تتحمل أمريكا المسؤولية”.
وتؤكد التقديرات الأمريكية بأن واشنطن و”تل أبيب” يرون أن الرد الإيراني على استهداف القنصلية بات أمراً “حتمياً” وفي هذا الصدد، أفادت شبكة “CNN” الأمريكية بأن كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون حالياً أن الهجوم الذي تشنه إيران أمر “حتمي” وهو رأي يشاركهم فيه نظرائهم “الإسرائيليون”.
يشار إلى أن استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أودى بحياة 7 من المستشارين العسكريين الإيرانيين، وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن اثنين من هؤلاء المستشارين موجودين في سوريا بصفة “مستشار أعلى”.