أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الزيارة الثانية للعاصمة السورية دمشق منذ 7 تشرين الأول الفائت، والتقى خلال الزيارة نظيره السوري فيصل المقداد، والرئيس بشار الأسد، وناقش فيها جملة من الملفات سيما التصعيد الحاصل في المنطقة.
وأكد الرئيس الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني أن “سلوك الولايات المتحدة الأمريكية حيال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة هو الذي يُنذر بتوسيع رقعة الصراع من خلال الاستمرار بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة الفتاكة وقيام واشنطن باعتداءات وهجمات في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط”.
وأضاف “من واجبنا أن نقف بأقصى طاقتنا إلى جانب الشعب الفلسطيني لأن ما حققه هذا الشعب خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة لم يتحقق منذ أن نشأت القضية الفلسطينية”.
وقال عبد اللهيان: “إن قضية غزة الآن تعتبر القضية الأساسية ليس فقط على صعيد المنطقة وإنما على الصعيد الدولي أيضاً”، مشيراً إلى أن “سوريا هي في الصفوف الأمامية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته”.
وقال وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد: “نقلت إلى فخامة الرئيس بشار الأسد دعوة رسمية وخطية من فخامة الرئيس إبراهيم رئيسي لزيارة إيران، وبحثت مع سيادته آخر التطورات في المنطقة والمواضيع الإقليمية والدولية، وتطرقنا إلى ضرورة متابعة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين”.
وعلّق عبد اللهيان على الغارات الأمريكية التي استهدفت شرقي سوريا، والغارات الإسرائيلية قائلاً: “نتقدم بالتعزية لسوريا قيادة وحكومة وشعباً بضحايا هذا العدوان، ونترحم على الأرواح الطاهرة لجميع الشهداء في سوريا وإيران ومحور المقاومة بمن فيهم مستشارونا الذين ارتقوا في اعتداءات الكيان الصهيوني على الأراضي السورية، وأؤكد أن أي اعتداء صهيوني لن يبقى من دون رد”.
وحول مستقبل الحرب في فلسطين، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بالحرب لا يمكن الوصول إلى نتيجة، وقال: “حالياً يتم تبادل الرسائل وتبذل الجهود بالكامل في المنطقة من أجل التوصل إلى نقطة الاتفاق”، مشيراً إلى أن “المقاومة أثبتت أن خيار الحرب لا يمكن أن يصل إلى نتيجة وأن الطرف الذي صَعَّدَ من هذه الحرب هو من دعم رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهذا الطرف كان أمريكا”.
بدوره أكد وزير الخارجية فيصل المقداد، أن “سبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على الأراضي السورية والتي تنتهك انتهاكاً سافراً القانون الدولي، هو مقاومة سوريا لهذا الكيان ومخططاته منذ إقامته على أرض فلسطين واحتلاله الأراضي العربية”، موضحاً أن “سوريا خاضت حروباً عدة ضد الكيان العنصري الصهيوني وهي على استعداد تام لخوض حروب أخرى تقرر فيها سوريا متى وأين وكيف”، مشدداً على أن “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري أولوية ومهمة مقدسة للشعب السوري”.
وفيما يتعلق بالغارات الأمريكية على سوريا، قال المقداد: “عدوان الولايات المتحدة الأخير على سوريا وتدميرها مدينة الرقة سابقاً هي جرائم يجب أن تحاسب عليها”، مضيفاً أن “الوجود العسكري الأمريكي والتركي غير الشرعي في شرقي سوريا وشمالها يتناقض مع القانون الدولي، وأن خروج تلك القوات التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري وتنهب ثرواته حتمي”.
ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأحد، إلى دمشق قادماً من بيروت، وذلك بالتزامن مع التصعيد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً، بالغارات الأمريكية والاعتداءات الإسرائيلية المكثّفة على الأراضي السورية والتي كانت آخرها فجر 10 شباط الجاري.