بعد عودة التوترات بين الجانبين وتوقف المحادثات بين الطرفين العام الفائت، بدأت تظهر بوادر انطلاق جولة جديدة من المحادثات السعودية-الإيرانية عبر العراق، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته إلى العراق ولقائه بنظيره العراقي فؤاد حسين، عن وجود نية لدى كل من إيران والسعودية لاستئناف جلسات الحوار من جديد.
وأعرب وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، عن أمله بأن ينتقل الحوار بين السعودية وإيران إلى مرحلة جلسات حوار دبلوماسي وعلني، في حين قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر مشترك مع نظيره العراقي، إن هناك نية لدى بلاده والسعودية لاستئناف جلسات الحوار.
وقال حسين: “كان الحوار الثنائي بين الرياض وطهران مستمراً ولفترة معينة توقف الحوار ونتمنى أن تنعقد جلسة أخرى من هذه المحادثات، من المعلوم أن الحوار لحد الآن هو على مستوى ممثلي الأجهزة الأمنية، وفي هذا الإطار لا نستطيع أن نتحدث عن موعد الجلسة القادمة لكن هناك نية لعقد الحوار وأتصور أن الموعد الذي كنا نتحدث عنه تغير الآن”.
وأضاف: “أتمنى أن نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار ونقله من المستوى الأمني إلى حوارات دبلوماسية علنية”.
وتابع: “الوضع يتغير خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار في اليمن وهذا الأمر قد يكون سبباً لاستئناف الحوار المفتوح بين إيران والسعودية، هناك دور كبير للعراق على المستوى الأمني والدبلوماسي”.
من جهته، رحّب عبد اللهيان بدور العراق في استئناف الحوار بين طهران والرياض.
ويتزامن الحديث عن استئناف المحادثات بين إيران والسعودية، مع العديد من التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، لا سيما بما يتعلق بمحادثات الاتفاق النووي، بالإضافة إلى المتغيرات التي فرضتها الحرب الأوكرانية على التحالفات الدولية، لا سيما لدى دول الخليج الذين التي بدأت بالابتعاد عن الهيمنة الأمريكية، الأمر الذي برز بوضوح عندما رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبال اتصال من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لبحث زيادة توريدات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة، إلى جانب التقارب الحاصل بين روسيا والصين التي يجمعها مع إيران اتفاقية تعاون مشترك وُصفت بـ “التاريخية”.