أثر برس

عدوان أمريكي يقابله أول رد من الأراضي السورية.. عناوين عريضة للمرحلة القادمة

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أفصحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن موقفها من عدة ملفات سورية، بعد شهور من الغموض في السياسة التي ستنتهجها في سوريا، ومن هذه الملفات هو مصير وجود قوات بلادها في سوريا، معلنة عن نيتها للبقاء في سوريا، زاعمة أن هذا الوجود يهدف إلى محاربة تنظيم “داعش” لتقوم بعد يومين بخطوة عسكرية تستهدف فيها مجموعات تحارب هذا التنظيم وتلاحق فلوله على الحدود السورية-العراقية.

العدوان الأمريكي لم يكن اعتيادياً

التصعيد العسكري الذي حدث خلال اليومين الفائتين على الحدود السورية-العراقية بالرغم من أنه ليس الاستهداف الأول في عهد بايدن، لكنه يتميز بعدة عوامل، أولاً: حجم هذا العدوان الذي استهدف موقعين في سوريا وموقع في العراق وفقاً لما أفاد به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ثانياً: الرد المباشر الذي لاقاه هذا العدوان باستهداف أكبر قاعدة أمريكية في سوريا وهي حقل العمر النفطي، ليكون أول رد تتلقاه أمريكا في سوريا، ثالثاً: تزامن هذا العدوان مع تعثّرات تشهدها المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال بلينكن مؤخراً حول هذه المفاوضات: “ربما قد ننعي الاتفاق” في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده: “إيران لن تجري في فيينا مباحثات لا نهاية لها” وفي هذا الصدد أفاد الصحفي أيهم مرعي المتخصص بشؤون المناطق التي تسيطر عليها أمريكا شرقي سوريا، في حديث لـ”أثر”: بأن “الرد الإيراني هو عبارة عن رسائل بالنار بين الطرفين” مشيراً إلى أن ” كل طرف يحاول أن يستخدم أوراق ضغط في هذا الملف وبالتالي يمكن القول بأن الرد الإيراني أتى كتأكيد على أنهم مستعدين لاتباع سياسة المخاصمة”.

الرد جاء سريعاً هذه المرة

الرد على العدوان الأمريكي، أكثر ما كان مفاجئاً فيه هو السرعة بتنفيذه، إلى جانب الموقع الذي استهدفه (أكبر قاعدة أمريكية في سوريا) ووقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية والمجموعات المتحالفة معها، ما جعله محط اهتمام العديد من المحللين والمسؤولين الأمريكيين، حيث نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مشرعين أمريكيين يطالبون بمزيد من التفاصيل، وبدورها نقلت “وول ستريت جورنال” بأن مشرعين أمريكيين طالبوا بلعب الكونغرس دوراً أكبر في مثل تلك القرارات العسكرية الخارجية، وفي السياق، قال السناتور كريس مورفي: “إن احتمال تصاعد القتال يشير إلى الحاجة لدور أكبر في الكونغرس، مضيفاً أن “وتيرة النشاط الموجه للقوات الأمريكية والضربات المتكررة ضد حلفاء إيران، بدأت تبدو وكأنها نمط من الأعمال العدائية بموجب قانون صلاحيات الحرب”، وعلّق الصحفي أيهم مرعي على هذا الرد بقوله: إن “الرد الذي حصل يؤكد أننا نحن اليوم أمام قاعدة اشتباك جديدة تقضي بأن أي استهداف سيقابله رد مقابل، وهذا ما رأيناه فعلاً وأعتقد أنه في حال حدوث أي استهداف آخر مستقبلاً فعلى الأرجح أن الأمور ستذهب نحو رد آخر”.

مرحلة ما بعد الرد

مراقبون أمريكيون أعربوا عن تخوفهم من مرحلة ما بعد الرد، حيث جاء في “وول ستريت جورنال” الأمريكية: “أدت تلك التطورات إلى تخوف المراقبين من احتمال أن تتطور تلك المناوشات أو الضربات إلى مواجهة مستمرة”، وبدورها نقلت “الأخبار” اللبنانية عن مصادر ميدانية قولها: “ما حدث اليوم بداية لمسار جديد، يكون فيه الرّد أكيداً على أي اعتداء يستهدف الجيش السوري، أو القوات الحليفة في المنطقة الحدودية” وبهذا الصدد قال أيهم مرعي خلال حديثه مع “أثر”: “قد نشهد مستقبلاً إعادة انتشار من الجانب الأمريكي، لأن واشنطن تبين لها أن الجيش السوري وحلفاؤه لديه قاعدة بيانات مهمة في تلك المنطقة وبالتالي هذا يستدعي أن يكون هناك قاعدة انتشار في تلك المنطقة حتى يتم تغيير معالمها وتغيير نقاط التواجد”.

يبدو أن ما حصل في اليومين الأخيرين على الحدود السورية-العراقية رسم خطوط المرحلة المقبلة في تلك المنطقة، عناوينها الرئيسية هي أن أمريكا ستبقى في سوريا ومحافظة على سياستها ذاتها، وشن أي عدوان على الأراضي السوري سيقابله رد، وبالتالي نكون أمام معادلة ردع جديدة تخلق المزيد من الإثارة في الأروقة السياسية الأمريكية.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً