تحت شعار “الأمن والسلام في الشرق الأوسط”، اجتمع اليوم قادة عرب مع رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وعراب “صفقة القرن”، صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، في العاصمة البولندية وارسو لمناقشة عدد من ملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها ما أسموه بـ”الخطر الإيراني على المنطقة”، بالتزامن مع الحصار الاقتصادي الذي يعاني منه الفلسطينون في قطاع غزة، وتوسع دائرة المجاعة في اليمن.
حيث أشاد “نتنياهو” بمؤتمر وارسو حول المؤتمر الذي يشارك فيه بحضور وزراء خارجية عرب لمناقشة موقفهم المناهض لإيران، معتبراً أنه “منعطف تاريخي”، بحسب ما نقل موقع “كان” العبري، في حين لم يتم تناول الملف الفلسطيني والوضع الاقتصادي المتدهور في قطاع غزة أو ما يجري في اليمن بشكلٍ فعال.
وكان “نتنياهو” قد التقى بوزير خارجية سلطنة عمان يوم أمس على هامش مؤتمر وارسو، حيث أكد حينها أن هذا اللقاء “سيجلب تغييرات في العالم”.
ويتوقع أن يلتقي “نتنياهو” في وقت لاحق اليوم مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، وكذلك صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وجايسون غرينبلات المبعوث الخاص لخطة “السلام” الأمريكية بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين والتي باتت تعرف بـ”صفقة القرن”، فيما أعلنت كل من روسيا وإيران وفلسطين المحتلة وعدد من الدول الأوروبية مقاطعتها لهذا المؤتمر.
وأفادت مواقع عبرية نقلاً عن خبراء “إسرائيليين” بأن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس و”نتنياهو” سيحاولان في وارسو تعزيز الضغط على إيران، في مؤتمر دولي قاطعه مسؤولو الصف الأول الأوروبيون المعارضون للسياسة الأمريكية تجاه طهران.
واُفتتح هذا الاجتماع اليوم الخميس في القصر الملكي في الوسط التاريخي للعاصمة البولندية ويستمر ليومين، تحت عبارات للترويج “للأمن والسلام في الشرق الأوسط” إلا أن الهدف الأساسي منه هو البدء بتطبيق مراحل “صفقة القرن” والتي يعد أحد أهم أهدافها عملية التطبيع ونقل حالة العداء العربي من “إسرائيل” إلى إيران.
بالمقابل قاطعت الاجتماع روسيا التي نظمت اليوم أيضاً في سوتشي قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، لبحث الحرب على سوريا إلا أن تركيا ستحضر وارسو بطاقم سفارتها، في تناقض علني بين تصريحاتها حول حقوق الشعب الفلسطيني ومشاركتها في المؤتمر الذي يعزز دور الكيان الإسرائيلي في المنطقة.
واستنكر العديد من النشطاء تشكيلة الشخصيات في المؤتمر الذي يضم قادة سواءً من العرب أو من الإسرائيليين والأمريكيين الذين يشكلون حجر الأساس في أهم أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها الملفين اليمني والفلسطيني، إلا أن نشطاء آخرون رؤوا بأن تلك الملفات لا تهم الحضور كون التوجه الأساسي في الموتمر هو خلق تحالف إستراتيجي بين “إسرائيل” وأمريكا ودول الخليج العربي لمواجهة إيران.
في حين أشار مراقبون إلى أن خلق هذا التحالف بوجه إيران من شأنه المساهمة بشكل أكبر في تمرير “صفقة القرن” كونه وفي حال استمر الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية والمحور المعادي للكيان الإسرائيلي بشكل عام فإن “الصفقة” سيكتب لها الفشل لذلك تسعى أمريكا و”إسرائيل” للضغط الاقتصادي على طهران من أجل تمرير تلك “الصفقة”.