بعد سجال دام لأسابيع، توصل الجيش السوري إلى اتفاق مع التشكيلات المسلحة في مدينة طفس بريف درعا الغربي.
حيث أفادت مصادر خاصة لـ”أثر” بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء الاثنين نص على تفتيش الجيش السوري للمزارع المحيطة في المدينة، مؤكداً أن الجيش قد بدأ صباح اليوم عمليات التفتيش جنوب المدينة.
وأضاف المصدر أنه لن يتم ترحيل أي من المسلحين إلى خارج “طفس”، بعد تقديم تعهدات من قبل شيوخ عشائرهم بعدم قيامهم بأي أعمال مخالفة للقوانين.
إلى ذلك قالت صفحة “درعا 24” المحلية بأن الاتفاق قضى أيضاً بتسليم سلاح متوسط ظهر مؤخراً، وتفتيش بعض المقارّ القيادية، وصولاً إلى مقر القيادي السابق في التشكيلات المسلحة المدعو خلدون الزعبي، وإعادة تفعيل دائرة الأحوال المدنية في بناء مخفر مدينة طفس.
إفراج عن موقوفين
بالتوازي مع الاتفاق أفرجت السلطات السورية عن عدد من الموقوفين في درعا بعفو خاص من الرئيس بشار الأسد، ضمن اتفاقية التسوية، وذكرت صفحة يديرها فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في درعا، أن الإفراج يأتي ضمن “اتفاقية التسوية الخاصة بالجنوب السوري”، في حين ذكرت صفحات إخبارية محلية أن عدد المفرج عنهم تجاوز 60 شخصاً.
وبإطار ذلك نقل موقع “سناك سوري” عن رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة أنه “تم رفع الحجز الاحتياطي عن 674 شخصاً خلال الفترة الماضية”، وأضاف: “نعمل على ملف المطلوبين الذين بلغ عددهم 3782 حالة متعلقة بتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” والمتعاونين مع العدو الصهيوني حيث تمت إزالة البلاغات عن 1545 شخصاً منهم بعد الدراسة الأمنية”.
خلافات داخلية
تأتي تلك التطورات وسط أنباء عن وجود مسلحين من تنظيم “داعش” ضمن مناطق في ريف درعا الغربي حيث كذّب عضو ما يسمى بـ “اللجنة المركزية” في درعا البلد، “فيصل أبازيد”، تصريحات رئيس هيئة التفاوض السورية، أنس العبدة، حول انتقال 500 عنصر من تنظيم “داعش” إلى درعا.
وانتقد أبازيد عبر حسابه في “فيس بوك” يوم الأحد 7 من شباط، عدم اعتراض أحد أو مراجعة العبدة بكلامه، وأضاف أبا زيد “مصالحكم الضيقة وأجنداتكم الخاصة تقتلنا. عوجة يا أولاد”.
ويشهد ريف درعا الغربي ومدينة طفس بالتحديد حالة من الفلتان الأمني وفوضى السلاح حيث اندلعت اشتباكات متكررة بين عشيرتي الزعبي وكيوان، قبل أشهر، أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف الطرفين وإلحاق أضرار مادية بالمحال التجارية، بظل غياب أي سلطة تشرع القانون وتلاحق المجرمين.
وشهدت مدينة “طفس” خلال الأيام الماضية توتراً شديداً، استقدمت على إثره قوات الجيش تعزيزات عسكرية، كما هددت الشرطة العسكرية الروسية باستخدام الطيران الحربي لقصف بعض مواقع المسلحين في المنطقة الغربية من درعا، ما لم يتم الرضوخ للمطالب، التي كان أبرزها تنفيذ حملة تفتيش في الريف الغربي وتسليم السلاح الثقيل لقوات الجيش السوري.
رضا توتنجي