أثر برس

عشية انطلاق “أستانا”: تركيا تنسّق مع فصائلها خوفاً من انهياره

by Athr Press A

مع قرب بدء جولة جديدة من اجتماعات “أستانا” اليوم الأحد، أجرت تركيا تفاهمات مع فصائلها شمال سوريا من جهة، ومع وفد المعارضة التابع لها، والمشارك في المباحثات في كازاخستان من جهة أخرى، لفرض الاستقرار في منطقة شمال غربي سوريا بعدما شهدت محاور ريف إدلب في الأيام الفائتة اعتداءات على مواقع للجيش السوري.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصادر مطّلعة قولها، إنّ “الاستخبارات التركيّة أجرت خلال اليومين الفائتين مفاوضات مع فصائلها في منطقة “خفض التصعيد”، ضمت ممثلين عن “هيئة تحرير الشام”، لأخذ تعهد من الأخيرة بإلغاء عمليتها العسكرية نحو نقاط انتشار الجيش السوري والتجمعات السكنية الآمنة في محيط المنطقة”.

ولفتت المصادر إلى أنّ “(الهيئة) وعدت أنقرة بوقف النشاطات التصعيدية في منطقة “خفض التصعيد”، وسحب بعض التعزيزات العسكرية التي استقدمها إلى خطوط الجبهات الممتدة من ريف حلب الغربي إلى ريف اللاذقية الشمالي، مروراً بريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريف حماة الغربي”.

وفي سياق تفاهمات أنقرة، أشارت المصادر إلى أنّ “تركيا أجرت مناقشات مع وفد “المعارضة”، الذي وصل أمس السبت إلى أستانا، برئاسة الرئيس السابق لمّا يسمى “الحكومة المؤقتة” أحمد طعمة، للخروج بموقف موحد في المباحثات.

وتأتي الترتيبات التي أجرتها أنقرة في وقتٍ يجري فيه الوفد التركي المشارك في “أستانا” مباحثات ثنائية مع الوفد الروسي لمناقشة استمرار وقف إطلاق النار ومنع الأعمال العسكرية في “خفض التصعيد”، وفي هذا الصدد لفتت المصادر إلى أنّ هدف الإجراءات التركية عشية انطلاق “أستانا” منع انهيار هذا المسار مع بنود الاتفاقيات الثنائية الروسية- التركية الخاصة بـ “خفض التصعيد”، مثل “سوتشي” العائدة لمنتصف حزيران 2017 و”موسكو” الموقّعة مطلع آذار 2020″.

وأضافت المصادر، أنّ “تركيا تتخوّف من انجرار المنطقة إلى موجة من العنف تدفع بالمزيد من سكان المنطقة إلى الأراضي التركية، في ظل جهود تبذلها أنقرة لتخفيض عدد اللاجئين السوريين في تركيا، لما يشكلونه من ضغط اقتصادي على مقدراتها.”

الحديث عن تفاهمات تركيا مع “الهيئة” جاء بعد التصعيد الذي شهدته محاور ريف إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية من قبل “الفصائل المسلحة” التي حاولت الاعتداء على مواقع للجيش السوري عبر القذائف الصاروخية تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على ريف إدلب قبل يومين.

وتسعى تركيا إلى إرساء حد أدنى من الاستقرار الميداني المؤقت قبل إجراء “أستانا”، بعدما دفعت مسار التقارب مع سوريا سياسياُ باتجاه سلبي وفق مراقبين، ولا سيما مع تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التي أشار فيها بشكل غير مباشر إلى توقف المسار.

وأعلنت الخارجية الكازاخية، أول أمس، إجراء جولة جديدة من اجتماعات “أستانا 22” بشأن سوريا يومي 11و12 من تشرين الثاني الجاري في العاصمة الكازاخية.

ولفتت الخارجية الكازاخية إلى أنه “في اليوم الأول سيُجرى مشاورات ثنائية وثلاثية للوفود”، مشيرة إلى أنّ “جدول أعمال الاجتماع سيتطرق للوضع السوري، وتدابير الثقة، وملف المفقودين، بالإضافة إلى الوضع الإنساني في سوريا، وملف إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين السوريين إلى البلاد”.

أثر برس

اقرأ أيضاً