خاص || أثر برس يتحسر “أبو عدنان” على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية اليوم، حيث يضطر السوريون للتخلي عن الكثير من المواد الغذائية التي كانت أساسية في الماضي والتي لم تعد كذلك مع الارتفاع المتواصل في الأسعار مقابل بروز عادات غذائية جديدة أدت إلى انتشار مواد لم تكن تباع من قبل في الأسواق.
يقول الستيني لـ “أثر برس”: “اللحم لم يعد متاحاً للفقراء إطلاقاً وباتت عظام الذبائح التي كان يرميها الجزارون سابقاً أو تقدم مجاناً من أجل وضعها تحت الوجبات الدسمة كورق العنب والمحاشي، اليوم باتت هذه العظام تباع بالكيلو في الأسواق وبأسعار تصل إلى الآلاف”.
كما تشهد البسطات التي تعرض هذه المادة إقبالاً من قبل الكثيرين بعد أن بات شراء اللحوم بكافة أصنافها متعذراً بالنظر إلى أسعارها المرتفعة جداً، وبالنظر إلى اهتمام السوريين بالحفاظ على الحد الأدنى من المكونات الغذائية التي يوفرها اللحم، فقد لجأ الكثير من السوريين اليوم إلى تعويضه بالعظام المغلية مع الشوربا أو بطهيها مع الرز والبرغل وغيرها من الوجبات التي ما تزال ممكنة.
يكشف اللحام “أبو خالد” صاحب محل لبيع اللحوم في سوق سريجة، أن العظام تعطي نفس الرائحة التي يقدمها اللحم وبعض الدسم، لذلك نلاحظ الإقبال عليها نتيجة رخصها، مبيناً أن الاستهلاك والطلب خفيف على اللحوم الحمراء، كما أن العرض انخفض بشكل واضح.
المستشار الفني في غرفة الزراعة عبد الرحمن قرنفلة أكد في تصريحه لـ “أثر برس” أن الحلول موجودة للتغلب على النقص وغلاء اللحوم ولكن لا أحد يأخذ بها وأولها تشجيع استيراد أعلاف الثروة الحيوانية وتشجيع تربية الأبقار والأغنام من خلال تقديم قروض دون فوائد للمربين الذين فقدوا قطعانهم، إضافة إلى تشجيع الزراعات العلفية.
ولفت إلى أهمية القيام بصناعات علفية حديثة تعتمد على استثمار المخلفات الزراعية المهدورة: (قشور الفول، وقشور البازلاء، وسيقان الذرة والملوخية، ومخلفات الصناعات الزراعية)، وتحويلها إلى مواد علفية.
ويكمل الخبير الزراعي بالقول: “تدهور العائد من الإنتاج الحيواني يعود إلى غياب معلومات السوق واضطرابات العرض والطلب وعدم وجود رؤية تنبؤية واضحة في هذا الإطار مع عدم تحقيق المنتجات الحيوانية للمواصفات القياسية المطلوبة تسويقياً، كما أن هناك تراجعاً واضحاً في الصناعات الخاصة بمنتجات الثروة الحيوانية”.
ووصل سعر كيلو اللحم والكيلو غرام من هبرة الغنم مع 25% دهن في الأسواق إلى 45 ألف ليرة، في حين سعرت “حماية المستهلك” الكيلوغرام بسعر 33 ألف ليرة، ووصل الكيلوغرام من الهبرة الخالية من الدهن حد 50 ألفاً، ووصل سعرها للحم العجل حد 40 ألفاً، في حين بلغ سعرها 30 ألفاً ليرة وفقاً لتسعيرة التموين، كما بلغ سعر هبرة البقر الرسمي 25 ألفاً، أما الشرحات والموزات 26 ألفاً.
نور ملحم