أصدرت منظمة حقوقية سورية تقريراً عن الوضع في مدينة عفرين التي تسيطر عليها تركيا، جاء فيه أن المدينة شهدت العام الماضي مقتل 58 شخصا واختطاف أكثر من 900 شخص وقطع أكثر من 72 ألف شجرة.
وقالت منظمة حقوق الإنسان ـ عفرين، في تقرير عنونته “بانتهاكات حقوق الإنسان” في المدينة التي تسيطر عليها فصائل موالية لتركيا منذ سيطرة تركيا عليها عام 2018، إن عفرين شهدت 987 حالة خطف في عام 2020، بينها 92 امرأة، وقطع أكثر من 72 ألف شجرة، إضافة إلى تدمير وسرقة 50 موقعا أثرياً.
أما الإحصاءات المتعلقة بالأعوام الثلاثة الماضية، ومنذ سيطرة تركيا على المدينة في مارس عام 2018، فتشير إلى أضعاف تلك الأرقام:
تقول المنظمة إن أكثر من 604 مدنيين قتلوا خلال تلك السنوات، منهم 498 قتلوا نتيجة القصف التركي والفصائل التابعة لأنقرة، وأشارت إلى أنها وثقت تعرض 696 شخصا لجروح نتيجة ذلك القصف، منهم حوالي 303 أطفال، أما حوادث الألغام والمفخخات فبلغت 207 حالات.
وعن حالات الاختطاف التي تصفها بأنها أصبحت “تجارة رابحة” فتقول المنظمة إنها وثقت أكثر من 7343 حالة اختطاف خلال السنوات الثلاث الفائتة من السيطرة التركية على المدينة، وأن مصير أكثر من نصفهم ما زال مجهولا، وتشير إلى أن بعض المدنيين تعرضوا لاختطاف متكرر بهدف طلب “فدية مالية”.
وتقول المنظمة إن مئات الآلاف من أهالي المدينة نزحوا عنها وتقدر أعداد النازحين منذ مارس 2018 حتى اليوم بنحو 300 ألف، وتشير إلى أن النزوح ما زال مستمراً.
قطع الأشجار
تقول المنظمة إنها وثقت قطع ما يزيد عن 314400 شجرة زيتون وأشجار حرجية أخرى “وذلك للاتجار بحطبها”، وتشير إلى أن ما يزيد عن ثلث المساحة المخصصة للزراعة المقدرة بـ 11 ألف هكتار، تعرضت للحرق، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتقول المنظمة إنه تم الاستيلاء على الآلاف من منازل المهجرين وأن العشرات منها تم تحويله إلى سجون ومعتقلات ومقرات تابعة لعناصر الفصائل المسلحة التابعة لتركيا.
الآثار
وتقول المنظمة إن أغلب المواقع الأثرية في عفرين مثل “معبد عين دارا، النبي هوري، كهف الدودرية، قبر مار مارون”، تعرضت للتدمير خلال الهجمات على المدينة، وأن معظم تلال المدينة الأثرية البالغة 75 تلا أثريا، تعرضت للحفر والتنقيب، بحثاً عن الآثار واللقى الأثرية.
وتوضح المنظمة أنه وحسب إحصاء لمديرية آثار عفرين فقد “تم تخريب وتدمير أكثر من (28) موقعا أثريا ومستودعا، وأكثر من (15) مزارا دينيا لمختلف المذاهب والأديان بالإضافة إلى تجريف العديد من المقابر وتحويل إحداها إلى سوق للماشية”.
تتريك واضح
وقالت المنظمة إن تركيا تسعى ومنذ ثلاثة أعوام إلى “تغيير هوية عفرين ومعالمها وصبغها بالهوية التركية عبر تغيير أسماء الشوارع والميادين والمرافق العامة والمستشفيات ورفع العلم التركي فوق المدارس والمرافق العامة”.
وتسوق المنظمة بعض الأدلة على ذلك ومنها تغيير أسماء الساحات الرئيسية في مركز المدينة، إذ أطلقت أسماء: “ساحة أتاتورك” “دوار غصن الزيتون”، كما غيرت أسماء بعض القرى غير فقرية “قسطل مقداد” تحولت إلى “سلجوق أوباسي”، وقرية “كرزيله” إلى “جعفر أوباسي”.
وأشارت إلى أن تغيير أسماء الأماكن الاستراتيجية ترافق مع “وضع العلم التركي وصور (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان في كل مكان وعلى لوحات الدلالة في كل قرية وناحية ومركز مدينة، فضلا عن تعليم اللغة التركية في المدارس ووضع العلم التركي على ألبسة التلاميذ”.
وفي ختام تقريرها قالت المنظمة إنها تناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للضغط على الحكومة التركية “لوقف اعتداءاتها بحق كافة المواطنين السوريين عامة وعفرين خاصة والضغط عليها لسحب كافة قواتها من الأراضي السورية والسماح للمهجرين بالعودة إلى ديارهم ودعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام للدخول الى عفرين لتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له ونقل صورة ما يجري على الأرض للعالم”.