خاص || أثر برس أفادت مصادر أهلية لـ “أثر برس”، بأن مسلحين تابعين للفصائل المدعومة تركياً، نفّذوا خلال اليومين الماضيين عمليات حفر واسعة طالت الأراضي المحيطة بقرية “الكمروك” التابعة لناحية معبطلي بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، بهدف التنقيب عن الآثار وسرقتها.
وحسب ما أكدته المصادر، فإن مسلحين، لم تتمكن المصادر من تحديد الفصيل المنتمين إليه، وصلوا إلى محيط “الكمروك” قبل يومين مصطحبين معهم جرّافات وآليات حفر حديثة تركية، قبل أن يبادروا إلى تنفيذ عمليات حفر طالت نقاط محددة ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية بشكل مكثف، فيما قالت المصادر بأن عمليات التنقيب والحفر ما تزال مستمرة منذ ذلك الحين وتتم بشكل يومي منذ حلول الليل وحتى دخول فجر اليوم التالي.
وبيّن شهود عيانٍ لـ “أثر برس”، أن عمليات الحفر تتم بالتزامن مع تسيير دوريات شرطية تركية في محيط مواقع الحفر، ضمن خطوة تؤكد إلى جانب مسألة وجود آليات الحفر التركية، بأن ما يقوم به المسلحون من عمليات تنقيب تجري تحت موافقة وإشراف تركي مباشر.
ووفق تقاطع المعلومات التي وردت عبر المصادر، فإن المسلحين “المنقّبين” عن الآثار، عثروا خلال اليومين الماضيين على عدة لقى أثرية في محيط “الكمروك”، قبل أن يسارعوا إلى إرسالها تحت حراسة مشددة إلى الأراضي التركية عبر بلدة “بلبل” الحدودية في أقصى شمال منطقة عفرين.
ولا تعتبر عمليات التنقيب في “الكمروك” الأولى من نوعها التي تشهدها القرية، حيث كان سبق لمسلحي الفصائل المدعومة تركياً القيام بعمليات تنقيب مماثلة وبالطريقة ذاتها في محيط “الكمروك” إلى جانب عدد من القرى الأخرى التابعة لناحية معبطلي، حيث كانت أكدت مصادر “أثر برس” حينها، عثور مسلحي الفصائل على عشرات اللقى والتماثيل الأثرية التي تم نقلها أيضاً إلى داخل الأراضي التركية.
يذكر أن تركيا ومنذ سيطرة قواتها والفصائل الموالية لها على منطقة عفرين أواخر شهر آذار من العام /2018/، نفّذت عبر المسلحين الموالين لها سلسلة من عمليات التنقيب عن الآثار وتهريبها بشكل مباشر إلى داخل أراضيها، وخاصة في ظل امتلاك منطقة عفرين لعشرات المواقع الأثرية الهامة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، والتي تعود إلى حضارات وعصور مختلفة مع غلبة الحضارة الرومانية على تلك المواقع.
ولعل من أبرز عمليات سرقة آثار المنطقة، كانت شهدتها منطقتي “النبي هوري” و”دير مشمش”، وقرى كيمار وعين دارة وخربة شمس، وهي القرى التي تضم مئات المعابد الأثرية النادرة، عدا عن الكميات الكبيرة من الآثار النادرة المدفونة أسفل أراضيها، حيث أدخلت تركيا قبل عدة أشهر عمالاً ومهندسين مختصين أتراك حضروا بشكل خاص إلى منطقة عفرين لإجراء عمليات التنقيب في تلك المواقع وسرقة آثارها باستخدام معدات متطورة تم استقدامها بشكل مباشر من الأراضي التركية تحت حراسة مشددة من قوات “الجندرما”.
كما تعرّضت قرية براد التي تضم ضريح القديس “مار مارون” الذي يطلق عليه لقب “أبو الموارنة”، لعمليات سرقة ممنهجة طالت معظم معالمها الأثرية بعد عمليات تنقيب مكثفة نفّذها الأتراك في محيطها، فيما كانت ترد المعلومات تباعاً من القرية عن تضرر ضريح “مار مارون” جراء عمليات التنقيب بعد أن كان تعرّض في وقت سابق لأضرار كبيرة جراء القصف التركي الذي طال القرية قبل دخول القوات التركية إليها.
زاهر طحان – حلب