أثر برس

تركيا تجرف مئات أشجار الزيتون في عفرين تمهيداً لإقامة قاعدة عسكرية جديدة لها

by Athr Press G

خاص || أثر برس أفادت مصادر أهلية من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، لـ “أثر برس”، بأن قوات عسكرية تركية وصلت مساء أمس السبت إلى محيط قرية “براد” الواقعة جنوب شرق منطقة عفرين ، ونفّذت عمليات تجريف طالت مساحة واسعة من الأراضي الزراعية المنتشرة في المنطقة.

المصادر أكدت بأن قوات تركية كبيرة العدد، مدعمةً بآليات حفر وبناء حديثة، سارعت فور وصولها إلى محيط قرية “براد” الأثرية، التي تتبع لناحية يسميها أهالي المنطقة بـ “شيراوا”، إلى تنفيذ عملية تجريف طالت أرضاً زراعية كاملة تعود ملكيتها لأحد أهالي القرية، ما تسبب بإتلاف نحو /450/ شجرة زيتون مثمرة بشكل كامل، دون أن تفلح اعتراضات الأهالي في وقف عمليات التجريف.

وأشار شهود عيان لـ “أثر برس”، بأن عملية تجريف الأراضي تمت في ظل استنفار أمني كبير من قبل مسلحي الفصائل الموالية لتركيا، الذين انتشروا بكثافة ضمن القرية ومحيطها، للحيلولة دون أي تحرك شعبي من قبل الأهالي.

وتطابقت روايات شهود العيان، في أن القوات التركية، عملت خلال ساعات الليل على حفر الأرض المجرّفة، وباشرت عملية صب الإسمنت ووضع الأساسات “البيتونية”، ونشر السواتر الترابية ضمن الموقع تمهيداً لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة خاصة بالأتراك في محيط “براد” والتي تمتلك أهمية تاريخية ودينية كبيرة، إلى جانب أهميتها الاستراتيجية المتمثلة في موقعها المرتفع القريب من المناطق التي تنتشر فيها القوات الشعبية السورية في أقصى جنوب شرق المنطقة.

وقال أحد الأهالي لـ “أثر برس”: “بالتزامن مع عملية تجريف الأرض ووضع الأساسات، انتشرت قوات كبيرة من المسلحين المدعومين تركياً في قرية براد، واستغلت وجودها في القرية لتنفيذ عمليات سرقة ونهب لبعض المنازل، فيما توجهت دفعة من المسلحين أيضاً إلى القرى التابعة لناحية جنديرس لاستكمال حملات التفتيش والمداهمة التي تتعرض لها تلك القرى منذ أكثر من أسبوع”.

تجدر الإشارة إلى أن الأتراك، كانوا نفذوا قبل عدة أسابيع، عمليات تجريف وإزالة لأحد المزارات الدينية ومقبرة تابعة لقرية “سنارة” بريف ناحية “شيخ الحديد” غرب عفرين، بذريعة إقامة قاعدة عسكرية تركية، إلا أن المعلومات الواردة أكدت بأن الأتراك انسحبوا من تلك المنطقة فيما بعد دون إنشاء تلك القاعدة والتي بات من المؤكد أن إنشائها لم يكن سوى ذريعة لإزالة المعالم الدينية الأثرية في القرية، حيث يبدو أن الأتراك فضّلوا إنشاء قاعدتهم في محيط قرية “براد” للاستفادة من موقعها الاستراتيجي.

يذكر أن قرية “براد” تعد من أهم القرى الأثرية في ريف حلب الشمالي بشكل عام، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما تمتلك أهمية دينية خاصة، تتمثل في وجود ضريح القديس “مار مارون” (أبو الموارنة)، مؤسس الطائفة المارونية، والذي لطالما كان ضريحه في “براد” محجاً لأبناء الطائفة المارونية قبل اندلاع الحرب في سورية، في حين أفادت عدة معلومات موثوقة خلال الأشهر الماضية، بتعرض الضريح لأعمال تخريب على يد مسلحي “غصن الزيتون” المدعومين تركياً إبان سيطرتهم على منطقة عفرين منتصف شهر آذار 2018.

كما تضم القرية بجوار ضريح “مار مارون” كنيسة القديس “جوليانوس” التي تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في العالم، والتي تعرضت هي الأخرى لأعمال التخريب من قبل مسلحي الفصائل الموالية لتركيا.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً