خاص || أثر برس نفّذ مسلحو الفصائل التابعة للاحتلال التركي على مدار أيام الأسبوع الماضي، حملات اعتقال جماعية طالت العديد من أهالي منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، وشملت مختلف القرى والبلدات المنتشرة في عموم أرجاء المنطقة.
وأفادت مصادر أهلية من عفرين لـ “أثر برس”، بأن مسلحي مايسمى بـ “الجيش الوطني” أكبر فصيل مسلح تابع للاحتلال التركي في الشمال السوري، بدأوا مطلع الأسبوع الماضي حملات اعتقال عشوائي استمرت إلى مساء يوم أمس الجمعة، حيث كانت باكورة الحملات عبر مداهمة المسلحين لقرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيخ الحديد” غرب المنطقة، واعتقالهم لـ 11 شخصاً من أهالي القرية، تم اقتيادهم إلى السجن التابع للفصائل في ناحية “راجو”.
وخلال أقل من يومين بعد الحملة الأولى، هاجم مسلحون ينتمون إلى ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” قرية “بيلان” في ناحية “بلبل” شمالاً، ونفذوا عمليات مداهمة لمختلف منازل القرية، حيث تخلل تلك المداهمات اعتقال 8 من أهالي القرية جميعهم من الشبان.
وأعقب حملة الاعتقال في “بلبل”، حملة اعتقال أخرى استهدفت قرية “أشكان غربي” التابعة لناحية “جنديرس” جنوب غرب منطقة عفرين، وطالت أكثر من 5 مدنيين جميعهم من أهالي القرية الأصليين، حيث تم نقلهم إلى أحد السجون التابعة للاحتلال التركي في محيط مدينة عفرين. وفق ما نقلته المصادر لـ “أثر برس”.
ومع حلول أواخر الأسبوع الماضي، شهدت ناحية “شرّان” شرق المنطقة، عدة حملات اعتقال متزامنة تركزت في قرية “دير صوان” والتي شهدت اعتقال مسلحي الفصائل لـ 3 مواطنين جميعهم من عائلة واحدة، رجل وزوجته ووالدته، تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، قبل أن تنتهي حملات اعتقال الأسبوع الماضي باعتقال اثنين من أهالي عفرين المدينة.
ووفق ما نقلته المصادر لـ “أثر برس” عن شهود عيان، فإن جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم، وُجّهت لهم التهمة ذاتها وهي التعامل مع الوحدات الكردية، فيما أفادت المصادر بأن مسلحي “أنقرة” تواصلوا خلال اليومين الماضيين مع ذوي عدد من المعتقلين وطالبوهم بمبالغ مالية كبيرة وبالدولار الأمريكي حصراً على سبيل الفدية لإطلاق سراح أبنائهم.
وفي سياق متصل، قالت مصادر أهلية لـ “أثر برس”، بأن منطقة عفرين شهدت خلال اليومين الماضيين عدة انفجارات في القرى التابعة لمنطقة عفرين التي ما تزال تحت سيطرة “الوحدات الكردية”، نتيجة ألغام كان زرعها مسلحو تنظيم “داعش” في وقت سابق ضمن مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي.
وأوضحت المصادر بأن أخطر تلك الانفجارات وقع في بلدة “بابنس” شرق منطقة عفرين، حيث انفجر لغم أرضي من مخلفات “داعش” تزامناً مع مرور عدد من المدنيين، الأمر الذي أدى إلى فقدان مدنيين اثنين لحياتهما وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حين أوضحت المصادر بأن أضرار باقي الانفجارات اقتصرت على إصابات محدودة بين المدنيين.
يذكر أن الفصائل المدعومة تركياً ما تزال تعمل بين الحين والآخر على تنفيذ حملات اعتقال عشوائي بحق أهالي منطقة عفرين الأصليين على وجه التحديد، سواء للمطالبة بالمبالغ المالية على سبيل الفدية، أو لمواصلة الضغط على المدنيين لتهجيرهم من مناطقهم وقراهم ما يفسح المجال بشكل أكبر أمام مسلحي الفصائل التابعة للاحتلال التركي لتوطين المزيد من عائلاتهم والاستيلاء على الأراضي الزراعية الخيّرة التي تشتهر بها المنطقة.
زاهر طحان – حلب