خاص|| أثر برس واصل مسلحو فصائل تركيا انتهاكاتهم بحق المدنيين القاطنين في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، مركزين نشاطهم في الوقت الراهن على نهب موسم الزيتون الذي تشتهر به المنطقة، سواء عبر منع الأهالي من جني المحاصيل، أو من خلال اقتلاع الأشجار المثمرة ونهبها من الأراضي الزراعية المنتشرة بشكل خاص في ناحيتي “بلبل” و”جنديرس”.
وبحسب ما نقلته مصادر محلية لـ “أثر” من عفرين، فإن مسلحي تركيا أقدموا خلال ساعات يوم أمس الثلاثاء، على اقتحام عدد من الأراضي الزراعية في محيط قرية “شيخ ورز” التابعة لناحية “بلبل” شمال عفرين، مصطحبين معهم جرافاتٍ عملت على تجريف الأراضي واقتلاع ما يقارب 200 شجرة محملة بالزيتون، قبل أن يتم تحميل تلك الأشجار ونقلها إلى مستودع خاص للمسلحين في محيط مدينة إعزاز، لتخزينها هناك قبل بيعها كحطب للتدفئة خلال الشتاء القادم.
كما تعرضت الأراضي الزراعية في محيط بلدة “كفر صفرة” بناحية جنديرس، خلال الأسبوع الجاري، لانتهاك مشابه تمثل بدخول مسلحين تابعين لفصيل “لواء الوقاص” الموالي لتركيا، إلى الأراضي الزراعية التابعة للقرية، وقيامهم بسرقة محصول ما يزيد عن 2500 شجرة محملة بالزيتون، حيث تم نقل المحصول المسروق إلى سوق مدينة إعزاز تمهيداً لتجميع كامل الكمية التي ستتم سرقتها، قبل بيعها في أسواق المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة تركيا ومسلحيها.
وبيّنت المصادر خلال حديثها لـ “أثر”، أن عمليات سرقة أشجار ومحاصيل الزيتون، نُفّذت تحت أنظار أصحاب الأراضي المستهدفة، الذين لم يتمكنوا من القيام بأي رد فعل على ذلك، كون عمليات السرقة تتم تحت تهديد السلاح والتهديد بالخطف والاعتقال والتعذيب لأفراد أسرة صاحب الأرض.
وقوبل رد الفعل الوحيد من قبل الأهالي، لناحية التظاهر أمام مقر القوات التركية في محيط بلدة “جنديرس“، احتجاجاً على نهب أراضيهم؛ بإطلاق النار العشوائي من قبل المسلحين باتجاه المتظاهرين، وتحت أنظار القوات التركية التي لم تحرك ساكناً، ما قطع آمال الأهالي بأي تدخل تركي قد يحدّ من موجة السرقات والنهب التي تتعرض لها أرزاقهم.
مصادر خاصة من عفرين كشفت لـ “أثر” بأنه ومنذ سيطرة القوات التركية وفصائلها على منطقة عفرين في آذار 2018 وحتى الآن، فإن عدد أشجار الزيتون التي تضررت في المنطقة ناهز الـ 70 ألف شجرة، تعرضت إما للقطع بهدف التحطيب، أو للحرق نتيجة القصف الذي حدث خلال المعارك التي دارت في المنطقة، أو للتجريف على صعيد الأراضي التي استملكتها القوات التركية بغية إقامة جمعياتها السكنية “الاستيطانية” ضمن المنطقة.
وتعد الفترة الحالية التي يتم خلالها البدء بجني محاصيل الزيتون، من أهم المواسم الزراعية التي ينتظرها قاطنو عفرين بفارغ الصبر في كل عام، وخاصة أنها باتت تعتبر مصدر رزقهم الوحيد في ظل وضع تركيا ومسلحيها أيديهم على كافة مصادر المعيشة في المنطقة، إلا أن الانتهاكات التي يرتكبها مسلحو تركيا، والتي ليست وليدة العام الجاري فقط، زادت من معاناة الأهالي المرهقين بالأصل من كم “الأتاوات” والضرائب والسرقة والخطف التي يمارسها مسلحو تركيا بحقهم بشكل شبه يومي.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، تعد من أهم الخزانات الرئيسية للزيتون في سوريا، حيث تضم ملايين الأشجار المثمرة التي كانت تنتج كميات هائلة من الزيتون وزيته الذي كان يتم إنتاجه في معاصر المنطقة، حيث انخفض إنتاجها أيضاً بفعل استملاك معظمها من قبل قياديي الفصائل الموالية لتركيا.
ويعد قطاع الزيتون من أكثر القطاعات الزراعية تضرراً في ريف حلب، بقعل الاحتلال التركي لمساحات واسعة من ريف المحافظة الشمالي بدءاً من عفرين، ومروراً بإعزاز والباب، وصولاً إلى جرابلس، حيث تضم المحافظة بشكل عام بحسب إحصائيات مديرية الزراعة بحلب، 21 مليون شجرة زيتون مثمرة، بينها 17 مليون شجرة ضمن مناطق سيطرة مسلحي أنقرة، وأكثر من نصف تلك الأشجار تقع في منطقة عفرين.
زاهر طحان – حلب