خاص || أثر برس أفادت مصادر أهلية من منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي لـ “أثر برس”، بأن مسلحي الفصائل المدعومة تركياً، داهموا عشرات الكروم الزراعية المنتشرة في عموم ريف منطقة عفرين، وأبلغوا الأهالي بوجوب دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء السماح لهم بقطف أوراق الكروم “ورق العنب” من أراضيهم.
ووفق المصادر فإن مسلحي الفصائل وخاصة منهم مسلحو “فرقة الحمزة” أحد أكبر الأذرع الموالية لتركيا في الشمال السوري، نفّذوا خلال الأيام الماضية سلسلة مداهمات تركزت في مرحلتها الأولى باتجاه الأراضي الزراعية التابعة لقرية “شنكل” ومنعوا الأهالي من قطاف “الدوالي” لحين دفع ما يتوجب عليهم من “الأتاوات” المالية والتي تفاوتت نسبتها ما بين /20/ إلى /40/ بالمئة من قيمة المحاصيل التي يحتويها كل كرم.
وعاقب مسلحو الفصائل، الأهالي الذين امتنعوا عن دفع الأتاوة، بحرمانهم من قطف “ورق العنب”، فيما تجاوزت العقوبات حد المنع إلى مسألة قيام بعض قادة الفصائل بضمان محاصيل الأراضي لصالحهم الشخصي تحت تهديد السلاح، الأمر الذي جعل من أصحاب الكروم والعاملين فيها، موظفين بالأجرة لدى القادة الضامنين للكروم.
وضربت المصادر مثالاً لـ “أثر برس” عن مسألة ضمان الأراضي بالإكراه لصالح قادة الفصائل بالقول: “اقتحمت عدة دوريات مسلحة من فرقة الحمزة قبل عدة أيام معظم الكروم والأراضي التابعة لقرية (شنكل) في ناحية (بلبل)، وأبلغونا بأن أراضينا أصبحت مضمّنة بالكامل لصالح (أبو زكريا) وهو أحد القادة الميدانيين في الفرقة، والذي بدوره كان قد اتفق مع عدد من التجار الأتراك الذين يمثلون شركات تركية خاصة، على بيع موسم الأراضي والكروم إنتاجها من ورق العنب مقابل مبلغ /11/ ألف دولار تقاضاها مسبقاً من هؤلاء الأشخاص، فيما دفع لنا مقابل ضمان الأرض مبلغاً صغيراً من المال أجرةً لنا كمزارعين في أرضنا”.
من جانب آخر فضّل عدد من قادة المسلحين الاستيلاء المباشر ونهب محتويات الكروم من أراضي المزارعين بالقوة ودون مقابل، حيث اقتحمت مجموعة من المسلحين المدعومين تركياً الأراضي والكروم التابعة لقريتي “بركشلي” و”قوطان” شمال المنطقة، وأقدموا على سرقة ونهب محتويات الكروم من “ورق العنب” أمام أعين أصحابها، ونقلوها مباشرة إلى سوق مدينة إعزاز لبيعها هناك، فيما تم نقل قسم من المحاصيل بشكل مباشر إلى داخل الأراضي التركية لبيعها بشكل مباشر في الأسواق التركية.
وفي السياق ذاته أفادت مصادر “أثر برس” من عفرين، بأن مسلحي الفصائل المدعومة تركياً عمدوا خلال الأيام الماضية إلى اختطاف واعتقال عدد من أصحاب الأراضي الزراعية الذين حاولوا مقاومة الدوريات التي اقتحمت أراضيهم، فيما تم نقل المختطفين إلى جهة مجهولة، بدأت في إثرها عمليات تفاوض مع ذويهم وعائلاتهم للإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية كبيرة عدا عن مسألة معاقبتهم بالاستيلاء على كميات كبيرة من المحاصيل التي تنتجها أرضهم.
تجدر الإشارة إلى أن ممارسات الفصائل المدعومة تركياً بحق المزارعين وأصحاب الأراضي المنتشرة في منطقة عفرين، تفاقمت بشكل كبير مؤخراً وتحت أنظار ومباركة أفراد الشرطة العسكرية التركية، حيث كانت تعرضت عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية في منطقة عفرين لعمليات قطع جائر طالت آلاف الأشجار المثمرة بهدف المتاجرة بالحطب، فيما كانت تعرضت عشرات الأراضي المنتشرة جنوب المنطقة للتجريف من قبل الآليات التركية بغية بناء الجدار الإسمنتي العازل الذي شيدته تركيا ليفصل بين مناطق نفوذها في عفرين من جهة ومناطق سيطرة الدولة السورية في ريف حلب الشمالي من جهة ثانية.
زاهر طحان – حلب