خاص || أثر برس قضى 22 شخص وأصيب نحو 30 آخرين، جراء قصف صاروخي استهدف خلال ساعات مساء أمس السبت، مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا والمجموعات المسلحة الموالية لها، في ريف حلب الشمالي.
وقالت مصادر “أثر” من عفرين، بأن المدينة شهدت مع حلول الساعة السادسة والربع من مساء الأمس، بدء سقوط الصواريخ داخل أحيائها السكنية، ليتوالى سقوط الصواريخ بعد ذلك عبر عدة موجات استمرت لما يقارب الساعة، مشيرةً إلى أن جميع الصواريخ سقطت داخل مناطق سكانية، بينها صواريخ سقطت مباشرة أمام أحد مشافي المدينة.
وأسفرت عمليات القصف فور بدئها، عن وفاة 7 أشخاص، تزامناً مع إصابة 7 آخرين، لتستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع مع كل موجة صاروخية ضربت المدينة، إلى أن وصل العدد لـ 22 ضحية، و30 جريحاً.
وأفاد مصدر محلي لـ “أثر” بأن غالبية ضحايا القصف كانوا من المدنيين القاطنين في مدينة عفرين، ومن الكوادر الطبية والتمريضية، بينما سجل مقتل 3 من عناصر ما يسمى بـ “الخوذ البيضاء” التابعين للمجموعات المسلحة، إضافة إلى اثنين من مسلحي ما يسمى بـ “الشرطة المدنية” الموالية لتركيا.
كما تسبب القصف بوقوع أضرار مادية ضخمة لحقت بممتلكات المدنيين من منازل وسيارات ومحال تجارية، فيما وردت معلومات شبه مؤكدة عن خروج مشفى “الشفاء” عن الخدمة نتيجة تعرضه لأحد الصواريخ.
واتهمت المجموعات المسلحة عبر تنسيقياتها وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ “الوحدات الكردية”، بتنفيذ أعمال القصف على مدينة عفرين، بينما وجهت الأخيرة اتهامات للقوات التركية بتنفيذ ذلك القصف على المدينة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا المدنيين، واستثمار ذلك القصف والضحايا لأغراض سياسية تركية.
وبالتزامن مع عمليات القصف التي تعرضت لها مدينة عفرين، كانت القوات التركية تعمل بشكل مستمر على قصف القرى الخارجة عن نطاق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، بعدد كبير من القذائف المدفعية، وتركز القصف باتجاه قرى منطقة “الشهباء” وناحية “شيراوا” على الأطراف الشرقية من منطقة عفرين بشكل عام، لا سيما قرى “خريبكة” و”عين دقنة” و”العلقمية” و”شوارغة” و”عقيبة”.
وأسفر القصف التركي على تلك قرى، عن إصابة طفل بجروح خطيرة استدعت نقله إلى إحدى النقاط الطبية لتلقي العلاج، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بممتلكات المدنيين وأراضيهم الزراعية.
وتعيش مناطق ريف حلب الشمالي منذ أشهر طويلة، حالة من التصعيد المستمر بين القوات التركية من جهة و”قوات تحرير عفرين” من جهة ثانية، لناحية عمليات القصف المستمرة المتبادلة بين الطرفين، وخاصة من قبل القوات التركية التي باتت تنفذ عمليات قصفها باتجاه القرى التي تنتشر فيها “تحرير عفرين”، بشكل يومي، إلى جانب استهداف الأراضي الزراعية بالرصاص المتفجر، ما يتسبب باشتعال النيران إلحاق أضرار كبيرة بمحاصيل القمح والشعير المزروعة ضمن الأراضي المستهدفة.
زاهر طحان – حلب