خاص || أثر برس قتل 6 مسلحين وأصيب آخرون بجروح خطيرة، جراء وقوع تفجيرين متفرقين ليلة أمس، في ناحيتي “معبطلي” و”جنديرس” في ريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها، في ريف حلب الشمالي.
وبحسب مراسل “أثر برس” في حلب، فإن التفجير الأضخم في المنطقة شهدته قرية “جولاقا” التابعة لناحية جنديرس في ريف عفرين الجنوبي الغربي، حيث انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون داخل مستودع الذخيرة الرئيسي التابع لفصيل “حركة أحرار الشام” على أطراف القرية، ما أدى إلى وقوع سلسلة انفجارات داخل المستودع وتدميره بشكل شبه كامل بما فيه من أسلحة وذخيرة وعتاد حربي.
كما تسبب التفجير بمقتل كافة عناصر حراسة المستودع التابعين لـ “أحرار الشام” والبالغ عددهم خمسة مسلحين، بشكل فوري، فيما استمرت عمليات إخماد الحرائق الناجمة عن انفجار المستودع حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة.
وأفادت مصادر محلية لـ “أثر برس”، بأن المستودع المستهدف، كان يعد من أكبر وأهم مستودعات الذخيرة التابعة للمجموعات المسلحة التابعة لتركيا في منطقة عفرين بشكل عام، مشيرة إلى أن المسلحين فرضوا حظراً للتجول على المدنيين في قرية “جولاقا” وبلدة “جنديرس” بشكل كامل، ومنعوا الأهالي صباح اليوم من التوجه إلى أراضيهم الزراعية لحين انتهاء عمليات التفتيش التي بدأت صباح اليوم، تحت ذريعة البحث عن منفذي التفجير.
كما نشر مسلحو تركيا، أعداداً إضافية من الحواجز، على مختلف الطريق الواصلة من وإلى “جنديرس” والقرى التابعة لها، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية إضافية من مسلحي ما يسمى “الشرطة العسكرية” المدربة تركياً، إلى الناحية.
تفجير مستودع الذخيرة، سبقه آخر تم تنفيذه وفق الطريق التقليدية التي أصبحت معتادة في منطقة عفرين خلال الأشهر الماضية، حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارة قيادي في فصيل “الجبهة الشامية” التابع لتركيا، أثناء مروره في بلدة “معبطلي” في ريف عفرين الشمالي الغربي.
وأسفر انفجار العبوة عن إصابة القيادي المستهدف ومرافقيه الثلاثة بجروح خطيرة، نقلوا على إثرها إلى مشفى مدينة عفرين لتلقي العلاج، فيما أفادت مصادر “أثر برس” من المدينة، بأن أحد مرافقي القيادي المستهدف، لقي مصرعه في وقت متأخر من الليل متأثراً بإصابته، فيما أوضحت المصادر بأن باقي المسلحين المصابين ما يزالون في حالة صحية حرجة.
ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ التفجيرين، فيما تشير كافة المعطيات وآلية التنفيذ إلى مسؤولية “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ “الوحدات الكردية” عن التفجيرين، والتي نفّذت منذ تأسيسها قبل أكثر من عام، عشرات عمليات التفجير المشابهة التي استهدفت قياديي المجموعات المسلحة التابعة لتركيا، وخاصة ضمن منطقة عفرين، ريفاً ومدينة.
وتشهد مناطق سيطرة المسلحين التابعين لتركيا بشكل عام منذ عدة أشهر، حالة كبيرة من الانفلات الأمني المتمثلة في ارتفاع وتيرة التفجيرات التي لم تعد مقتصرة على استهداف مسلحي الفصائل، وإنما باتت تمتد لتطال الأرتال العسكرية التابعة للقوات التركية خلال مرورها في المنطقة، وسط عجز تام من المسلحين على ضبط الأوضاع الأمنية رغم كل الدعم والتعزيزات المستمرة التي ترسلها تركيا إليهم بين الحين والآخر.
زاهر طحان – حلب