أثر برس

مئات المسلحين الفارين من معارك إدلب وحماة يصلون إلى عفرين ويستوطنون في منازل أهلها المهجرين

by Athr Press G

خاص|| أثر برس أفادت مصادر أهلية لـ “أثر برس”، بأن منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة تركياً، في ريف حلب الشمالي الغربي، شهدت على مدار اليومين الماضيين تدفقاً غير مسبوق من قبل مسلحي الفصائل على اختلاف مسمياتها إلى المنطقة مصطحبين معهم عائلاتهم.

ووفق ما بينته المصادر من منطقة عفرين، فإن اليومين الماضيين شهدا وصول ما يزيد عن /350/ عائلة من عائلات المسلحين الفارّين من قرى وبلدات ريفي إدلب وحماه إلى منطقة عفرين، وسط حراسة مشددة من قبل عناصر فصائل ما يسمى بـ “الجبهة الوطنية للتحرير”، ليبلغ مجموع الواصلين كحصيلة إجمالية إلى قرابة الـ /1600/ شخص بين مسلحين ونساء وأطفال.

فصائل عفرين توطن الواصلين!

وتم نقل الواصلين من إدلب مباشرة إلى عدد من القرى الواقعة في ناحية “شرّان” شمال شرق مدينة عفرين، حيث وطّنتهم قيادات الفصائل الموالية لأنقرة ضمن قريتي “مريمين” و”مرساوا” في منازل الأهالي الذين هجّرتهم العملية العسكرية التركية في المنطقة قبل نحو عام ونصف.

وقالت المصادر لـ “أثر برس”، بأن المنازل التي أسكن فيها المسلحون عائلاتهم: “هي منازل خالية من سكانها وكانت استولت عليها قيادات الفصائل في وقت سابق بعد دخولها إلى منطقة عفرين بعدة أشهر، وعملت على تزوير عقود البيع لنقل ملكية تلك المنازل من أصحابها الأصليين لصالحها، إلا أننا كنا نستغرب سابقاً إصرار المسلحين على إبقاء المنازل المستولى عليها فارغة منذ ذلك الحين، وعدم السماح لأحد بالإقامة فيها، قبل أن نكتشف خلال اليومين الماضيين أسباب هذه الخطوة، حيث وكما يبدو أن المسلحين كانوا مدركين بأن مسألة وجودهم في ريفي إدلب وحماة بشكل خاص ما هي إلا فترة مؤقتة ولذلك عملوا على تأمين البدائل لإقامة عائلاتهم منذ ذلك الحين”.

وتوقعت المصادر ارتفاع عدد العائلات التي سيتم نقلها إلى عفرين خلال الفترة القادمة، مرجعةً الأسباب إلى حالة الضعف والانحدار الكبير في معنويات المسلحين المدعومين تركياً نتيجة الهزائم التي تلقوها في حماة وإدلب، الأمر الذي جعل الكثيرين منهم في حالة خوف من الأيام القادمة ودفعهم للجوء إلى منطقة عفرين لسببين رئيسيين أولهما أن المنطقة تعد الأكثر أمناً بالنسبة إليهم وخاصة لقربها من الأراضي التركية، ما يفسح المجال أمامهم للفرار إلى الداخل التركي في أي وقت، في حين يتلخص ثاني الأسباب في الأرضية الخصبة التي كانت عملت باقي الفصائل المسلحة المدعومة تركياً على تأمينها في عفرين من حيث عمليات التهجير القسري ونقل الملكيات والاستيلاء على الأراضي الزراعية، تمهيداً لاستقبال أكبر عدد من المسلحين وعائلاتهم وتوطينهم ضمن المدينة بما يتناسب مع سياسة التغيير “الديموغرافي” التي تتبعها أنقرة في عفرين بشكل خاص.

وكانت الفصائل المسلحة المدعومة تركياً، نفّذت منذ دخولها إلى منطقة عفرين، عمليات سرقة ونهب ممنهجة للأراضي الزراعية والمناطق الأثرية في مدينة عفرين، بالتزامن مع قيامها بعمليات نقل ملكيات مئات المنازل التي تم تهجير أصحابها منها سواء نتيجة العملية التركية المسماة “غصن الزيتون” أو تحت تهديد السلاح وحملات الاعتقال، إلى أسماء عدد من قادتها بطريقة غير شرعية، وخاصة المنازل الواقعة ضمن القرى الشرقية والشمالية من المنطقة.

كما تجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت قد عملت منذ دخولها منطقة عفرين في /18/ من آذار /2018/، على نقل معظم المسلحين وعائلاتهم الذين كانوا خرجوا من أرياف حمص ودمشق إبان دخول القوات السورية إليها، حيث تم آنذاك توطين القياديين ضمن منازل خاصة تم الاستيلاء عليها داخل عفرين المدينة، في حين تم نقل جزء من الواصلين مع عائلاتهم إلى قرى متفرقة في ريف المنطقة، أما القسم المتبقي فنُقل إلى مخيمات خاصة أقامتها لهم تركيا في مواقع متفرقة ضمن مناطق نفوذها في عفرين وإعزاز والباب.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً