لحقت عملية عفرين التي أقامتها القوات التركية العديد من المواقف في الداخل التركي، فبدأت المنظمات الحقوقية الدولية التحذير من تبعات هذه العملية على المدنيين، حيث وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأسلوب الذي تتعامل فيه القوات التركية مع المدنيين على حدود عفرين بالمميتة، إضافة إلى قرار الخارجية الهولندية الذي يأمر بسحب سفيرها من تركيا وطرد نظيره التركي من بلادها، فهذه المواقف مجتمعة أنذرت بعض المحللين في الصحف العربية والعالمية إلى واقع جديد ينتظر تركيا.
فعبرت صحيفة “جيوبوليتيكا” الروسية، عن حالة عدم الاستقرار في الداهل التركي من خلال مقال نشرته تحت عنوان “تركيا تقف على عتبة قرار عظيم”، قالت فيه:
“تكاد لا توجد نظرة استراتيجية عند أردوغان وفريقه، فسياسته تنطلق من حاجات أكثر براغماتية. ومن جهة أخرى، يتعذر على تركيا الحفاظ على وحدة أراضيها ضمن منظومة المصالح الأطلسية، وتركيا تقف على عتبة قرار عظيم. ولذلك، فعلى روسيا مساعدتها، من أجل أن تنضم بحزم إلى الاتحاد الأوراسي”.
ولم تغب عملية عفرين عن اهتمام الصحافة العبرية، حيث اختارت صحيفة “هآرتس” الحديث عن طبيعة الفصائل المعارضة المشاركة في هذه العملية، حيث قالت:
“هؤلاء ليسوا جنود أتراك بل مقاتلي “الجيش الحر”، وهذه المليشيا انقسمت إلى مليشيات متخاصمة، تحول جزء منها إلى مرتزقة في صفوف الجيش التركي في حربه ضد الأكراد في سوريا،وتبنت هذه الميليشيات أيديولوجيا تقضي بأن الأكراد في سوريا هم إرهابيون، والأموال التركية ساعدتهم بالطبع”.
وعلقت صحيفة “ستار” التركية على التقارير والإحصائيات التي قدمته المنظمات الدولية حول مصرع عدد من المدنيين في المعركة، حيث جاء فيها:
“تستخدم شبكة الشر حزب العمال الكردستاني وفرعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي والجناح العسكري لهذا الأخير وحدات حماية الشعب، في حملة التلاعب بأخبار عفرين، أدوات مختلفة من سفسطة قتل المدنيين وافتراءات حول الأسلحة المستخدمة في العملية، في حين تصور هزيمة عناصرها على نحو مختلف، والطبيب الذي قال فيسك إن اسمه “بالوت”، جاء إلى عفرين من روسيا حيث يدرس الطب، “لكي يكون ذا فائدة لشعبه”، وندرك مما قاله حول تردي الأوضاع الإنسانية في عفرين أنه لم يتمم بعد دراسة الطب، وأنه ليس طبيب”.