خاص || أثر برس أرخى قرار رفع أسعار البنزين مؤخراً من قبل الحكومة السورية، بظلاله السلبية المباشرة على واقع المواصلات في مدينة حلب، فبينما رفع أصحاب سيارات النقل العمومية “التاكسي” من أجور توصيلتهم بنسب متفاوتة، تحول المقعد الخالي في السرافيس إلى عملة نادرة يبحث عنها المواطن في شوارع المدينة.
وبحسب ما رصده مراسل “أثر” في حلب خلال ساعات أمس الثلاثاء، اليوم الأول من تطبيق قرار رفع سعر البنزين، شهدت المدينة إقبالاً زائداً وكبيراً على الركوب في وسائل النقل الجماعي العامة، وخاصة السرافيس، والتي وصلت إلى درجة هائلة من الازدحام والاكتظاظ، وأصبحت مسألة الحصول على أحد مقاعد الركوب فيها، بمثابة مهمة شبه مستحيلة نظراً للإقبال الشديد عليها كونها ما تزال تحتفظ بتسعيرتها المتهاودة القريبة من جيوب المواطنين، والبالغة /100/ ليرة سورية في معظم خطوط النقل داخل المدينة.
ورغم عزوف المواطنين عن الركوب في سيارات التاكسي، وتفضيلهم التنقل إما بالسرافيس أو سيراً على الأقدام للمسافات القريبة والمتوسطة، وعلى حين أن أصحاب التكاسي كانوا مضطرين إلى رفع أجور الركوب في سياراتهم نتيجة ارتفاع سعر البنزين، إلا أن ضعف الإقبال شكل نوعاً من الضغط عليهم لرفع التسعيرة ضمن نطاق مقبول لتشجيع المواطنين على الركوب والعمل “بنور الله لتحصيل لقمة العيش”. وفق ما قاله “أبو عبدو”، سائق سيارة أجرة لـ “أثر”.
نسبة رفع تسعيرة الركوب في التاكسي، اعتبرها العديد ممن استقصى مراسل “أثر” آرائهم، منطقية ومقبولة ومتناسبة مع نسبة ارتفاع سعر ليتر البنزين، حيث رفع سائقو التكاسي تعرفة الركوب بنسبة تبلغ /30/ بالمئة تقريباً عن التسعيرة السابقة المتعارف عليها، فبلغت أجرة التوصيلة المتوسطة وما دون بين أحياء مدينة حلب الـ /2000/ ليرة سورية، فيما اختلفت قيم التوصيلات للمسافات القريبة والبعيدة على حد سواء بحسب “شطارة المفاصلة” بين الراكب وسائق السيارة.
كما اختلفت تسعير الركوب في التاكسي خلال ساعات يوم الأمس، بحسب شروط الركوب التي يتم الاتفاق عليها بين الراكب والسائق، ففي حال اتفق الجانبان على إمكانية نقل توصيلة ثانية وثالثة في الوقت ذاته، فيما إذا كان الطريق واحداً، فإن هذا الأمر سيخفف من الأجرة المتوجب على الراكب دفعها بشكل نسبي.
باصات النقل الداخلي العامة بحلب، لم تكن بحال أفضل من السرافيس، ولوحظ خلال ساعات الثلاثاء، ازدحام كبير على جميع الباصات العاملة على مختلف الخطوط، فيما كانت مشاهد خروج رؤوس الركاب من النوافذ وتعلقهم على أبواب الباصات، حاضرة وبقوة في مختلف شوارع مدينة حلب.
ولا تلوح في الأفق أي بادرة لتحديد تسعيرة نهائية لأجرة الركوب في سيارات التاكسي بحلب، لناحية إقرار تعديل جديدة للعدادات الإلكترونية، رغم المطالبات المستمرة سواء من المواطنين أو السائقين لهذا الأمر، علماً أن آخر تعديل لعدادات التاكسي الإلكترونية في حلب كان في أوائل العام الماضي /2020/ مع الإشارة إلى أن نسبة من قاموا بتعديل عدادات سياراتهم في ذلك الحين كانت ضئيلة جداً، ليستمر ذلك “التعديل” في تسجيل نفسه كآخر تعديل يطرأ على العدادات في حلب، رغم الارتفاعات المتتالية لسعر ليتر البنزين التي أقرتها الحكومة السورية.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سوريا، رفعت ليلة أول أمس الاثنين، سعر ليتر البنزين من /475/ ليرة سورية إلى /750/ ليرة، ملغيةً الدعم الذي كانت تقدمه للمادة، في حين ارتفع سعر ليتر بنزين الأوكتان إلى /2000/ ليرة سورية.
زاهر طحان – حلب