أثر برس

عقدة الجنوب.. ما مخطط العمليات العسكرية في درعا وماذا يليها؟

by Athr Press R

يبدو أن التفاهمات بين الأطراف الدولية المعنية بالحرب السورية قد حصلت بخصوص جبهة الجنوب السوري، بشكل يحفظ مصالح كافة الأطراف المرتبطة بتلك الجبهة ذات الموقع الحساس، ليكون الخاسر الأكبر من جديد، فصائل المعارضة، التي لا يضعها داعمها الأمريكي ضمن معادلته في مفاوضاته التي تقوم على مصالحه بعيداً عن مصيرها.

فبعد السجال الذي دام لأشهر بشأن وجود مستشارين إيرانيين في الجبهة الجنوبية لسوريا، وما دار من اجتماعات روسية – “إسرائيلية” في هذا الخصوص، بدأت القوات السورية خلال اليومين الماضيين عملية عسكرية جديدة رافقتها غارات روسية استهدفت مراكز “جبهة النصرة” وحلفاءها، تلك الغارات لم تقابل بتصريحات أمريكية تحذيرية أو تصعيدية كما كان من المتوقع، وإنما قوبلت بتسليم أمريكي كامل ظهرمن خلال الرسالة التي وجهتها القيادة الأمريكية لفصائل المعارضة والتي نقلتها وكالة “رويترز” وكان نصها: “لا تتكلوا علينا فلن نقدم لكم المساعدة العسكرية”، تلك التطورات -سواءً أكانت التدخل الروسي المباشر في المعركة أو ما صرح به الأمريكيين- يظهر التوصل إلى اتفاق أمريكي – روسي بشأن تلك المنطقة.

ما هو الاتفاق الذي لم يصرح عنه بشأن تلك المنطقة؟

يبدو من خلال سير العمليات العسكرية والغارات الجوية السورية منها والروسية، بأن العمليات العسكرية تجري في الريف الشرقي لمدينة درعا، أي بعيداً عن مناطق سيطرة “جبهة النصرة ” وحلفائها وتنظيم “داعش” المنتشرين في ريف درعا الغربي.

ويتزامن هذا مع تكثيف طيران الاستطلاع “الإسرائيلي” لجولاته الجوية للاطمئنان على جبهات غرب درعا أي المنطقة التي يعتبرها الكيان الإسرائيلي حزام الأمان المشكل من قبل فصائل المعارضة وتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” لضمان إبعاد أي تواجد للقوات السورية وحلفائها عن تلك الجبهات، دون أن يكترث إلى جبهات الريف الشرقي التي لم تعد تمثل له أي امتداد استراتيجي منذ استعادة القوات السورية للسيطرة على مدينة “الشيخ مسكين” قبل سنتين وغيرها من البلدات التي قسمت مناطق المعارضة إلى قسمين، ما يشير إلى أن العمليات العسكرية في جنوب سوريا ستقتصر على جبهات ريف درعا الشرقي.

ويتوقع مراقبون بأن العمليات العسكرية ستستمر حتى تستعيد القوات السورية السيطرة على الأجزاء الشرقية من ريف درعا.

الاتفاق يضمن مصالح معظم الأطراف المرتبطة بالجنوب

تحقق العملية العسكرية في الأجزاء الشرقية مصالح معظم الأطراف المرتبطة في تلك المنطقة، فالعملية العسكرية هناك ستلبي المطالب الروسية في توسيع سيطرة دمشق، أما على المستوى الأردني، فإن العملية العسكرية ستهيئ الأجواء لإعادة مليون ونصف لاجِئ سوري يقيمون على الأراضي الأردنية بالتوازي مع عودة طريق دمشق – عمّان والذي سيساهم في إعانة الاقتصاد الأردني المنهار، لذلك فإن في تلك العملية مصلحة أردنية استراتيجية، وعلى الرغم من دعم الأردن لفصائل المعارضة في الجنوب لسنوات مضت، إلا أن قبولها الضمني بتلك العملية يعكس يقينها بانتصار دمشق في هذه المعركة.

وعليه فإن تلك الخطة التي عكسها سير العمليات العسكرية وغياب التصريحات “الإسرائيلية” بالتوازي مع التصريحات الأمريكية بخصوص دعم الفصائل، كانت هي الحل لعقدة تلك المنطقة التي كانت من أهم ركائز الدول الداعمة للمعارضة على مر سبع سنوات من الحرب على سوريا، ليبقى المشهد ضمن الإطار “الإسرائيلي” – السوري ومدى قدرة “إسرئيل” على إبقاء غرب درعا بعيداً عن المعادلات العسكرية على الرغم من انتشار تنظيم “داعش” في أجزاءها الجنوبية، فماذا تخبئ “إسرائيل” لغرب درعا وكيف ستستثمر ورقة وجود التنظيم على حدودها في المستقبل؟

اقرأ أيضاً