أثر برس

علاقات روسية على المحك في الشرق الأوسط

by Athr Press Z

منذ لحظة انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، كانت مواقف دول الشرق الأوسط من أحد الأمور الأساسية التي توجّهت الأنظار إليها في العالم، فعملياً هذه الحرب تسببت بإحراج العديد من هذه الدول التي تربطها علاقات ومصالح مع المعسكرين الروسي والغربي، وبعد مرور فترة زمنية على هذه الحرب، تمكنت بعض الدول من تقييم المشهد وترتيب مصالحها من جديد، فنتج الموقف الإماراتي والسعودي المؤيد للمعسكر الروسي برفضهما لزيادة توريداتها النفطية إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب التردد “الإسرائيلي”، وأما الموقف القطري فكان أكثر ميلاً للمعسكر الغربي والأمريكي بإدانته للعملية الروسية.

وفي سياق  هذا الحديث عن تأثر مواقف بعض الجهات من الحرب الأوكرانية على مصالحها الخاصة، نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية  مقالاً أشارت فيه إلى أن “التوتر الروسي الإسرائيلي بلغ ذروته من خلال رسالة روسية لإسرائيل جاءت من خلال محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين والفلسطيني محمود عباس، مما يعني نشوب أزمة سياسية جادة، وتبادل اللسعات مع الكرملين، ورغم ما تم إعلانه فإن الطرفين ناقشا حرب أوكرانيا، لكن السلطة الفلسطينية أعلنت أن بوتين انحاز مع الفلسطينيين، فمن الواضح أن لحظة أوكرانيا قد تكون حاسمة لمستقبل علاقات روسيا بدول مجلس التعاون الخليجي”.

أما فيما يتعلق بالموقف القطري فنشر “منتدى الخليج الدولي” مقالاً اعتبر فيه أن الحرب الأوكرانية سيكون لها تأثير كبير على علاقة روسيا بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث نشر:

“فإن التأثير المحتمل لحرب أوكرانيا على العلاقات الروسية القطرية له أهمية خاصة، حيث أظهرت الدوحة بشكل أكثر صراحة موقفها من خلال إدانة الإجراءات الروسية وإظهار دعم أوكرانيا.. ففي الواقع، نحن أمام سيناريوهين، إما أن يتسع الصدع بين قطر وروسيا ويتم تخفيض العلاقات، أو تكون البراجماتية والمصالح المشتركة قادرة على الحفاظ على العلاقات في مواجهة العواصف، ستحاول قطر وروسيا الحفاظ على العلاقات الثنائية والتعاون البراغماتي قدر الإمكان، وفي الواقع، قد تكون الكيفية التي ستتطور بها العلاقات بين قطر وروسيا مؤشراً على المسار المستقبلي للسياسة الروسية تجاه الجهات الفاعلة المهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد حرب أوكرانيا”.

أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فحاولت تلخيص المشهد بشكل عام، حيث نشرت:

“أفضت الحرب الروسية الأوكرانية ــــ أو أنها سوف تفضي في المستقبل ــــ إلى إعادة ترسيم الحدود السياسية وإعادة خلط الأوراق الدولية وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية والإقليمية والقارية للبيت الأوروبي، كما أنها أفضت ــــ أو أنها سوف تفضي في المستقبل ــــ إلى إعادة تشكيل أو تركيب التوازن الدولي وميزان القوى الدولية وإعادة بناء النظام الدولي بطريقة أو بصورة مغايرة، حيث يفترض أن يصبح أكثر توازناً وأكثر استقراراً، لكونه أو بوصفه نظاماً دوليّاً متعدد الأقطاب ومتعدد الأطراف”.

يبدو أن معظم الدول اليوم أمام فرصة لإعادة رسم سياساتها وترتيب أولوياتها واتخاذ المنحى الذي يتناسب مع مصالحها، وبالتالي فإن العالم بأسره والشرق الأوسط على وجه الخصوص سيكون أمام خريطة سياسية وتحالفات جديدة، وبالتالي خلق قوى متعددة، وفي هذا الصدد يشير الخبراء إلى أن التطورات الجديدة تجعل من الصعب اتخاذ موقف الحياد أو الوقوف بالوسط، وأن الطرف الأقوى سيكون من حدد بوصلته واختار مساره.

أثر برس 

 

اقرأ أيضاً