أثر برس

على أحد أرصفة دمشق.. مكتبة “عمو ناجي” تؤجر الكتب مقابل 1000 ل.س شهرياً فقط

by Athr Press G

خاص ||أثر برس زاويةٌ صغيرةٌ بجانب نفق الآداب في دمشق، غنيّة بأن تنسيك ازدحام النّاس وعقبة المواصلات، بمساحةٍ ضئيلةٍ جداً، تستطيع حيازة أيّ كتاب تريده، وإن كان سعره لا يناسبك بإمكانك أن تستعيره، وبرسم اشتراك شهريّ يتيح لك استعارة كمّ من الكتبِ والعناوين الموجودة ضمن هذه المكتبة الرصيفيّة الضيّقة التي يطلق عليها مكتبة “عمو ناجي”.

على الرغم من توافر جميع الكتب والمنتوجات الأدبيّة والثقافيّة والعلميّة على الإنترنت وسهولة الوصول إليها، بقي للكتاب المطبوع روّاه، ولكن ارتفاع أسعار الكتب بشكلٍ غير طبيعي، حدّ من توافرها عندهم، الأمر الذي ساهم بظهور ما يسمى “إعارة الكتب” مقابل مبلغ بسيط، وهذا ما يقدمه العمّ ناجي في مكتبته البسيطة جداً، مما زاد من شهرته وبالتالي كثرة المشتركين عنده.

 ملائمة زمانيّاً ومكانيّاً:

“روان لحلح” وهي دارسة للصحافة ومحبّة للكتب لاسيما الأدبية منها، تخبرنا عن رأيها بفكرة العمّ ناجي وكيف تعرفت إليه، وعن تجربتها تقول لـ”أثر”: “عشر دقائق على رصيف المدينة الجامعية كانت كفيلة بمداومتي على الذهاب إلى هناك، أتحدث طبعاً عن مكتبة العمّ ناجي، والتي زرتها قبل عام من اليوم وكانت حينها لا تزال متواضعة لكنها باتت الآن أكثر غنى بعد أن رصد تفضيلات القراء وحاول تأمين قدر جيد منها، الجميل في فكرته ملاءمة هذه الفكرة زمانياً ومكانياً، فمن حيث المكان يعبر طلاب الجامعة بشكل يوميّ لا سيما المقيمين في المدينة الجامعية، وهذه الشريحة تحتاج لمصادر تزيد معرفتها وتوسع أفق تفكيرها مع تعقيب أنه للأسف قليلاً ما يسجل في رصيد طلاب جامعاتنا قراءات فكرية تتعدى المقررات الجامعية، أما زمانياً فقد أصبحت أسعار الكتب في وقتنا هذا مرتفعة جداً قياساً لما تتقاضاه الغالبية من أجور”.

وعن الاشتراك الشهري أضافت لحلح: “الاشتراك رمزي للغاية بالمكتبة وهذا يسهل القراءة الورقية بشكل يفوق بدرجات قراءة الملفات إلكترونياً، وهذا شبه متفق عليه بين القراء”.

بألف ليرة سوريّة:

أما القارئة ريم سويقات وهي من مشتركيّ المكتبة، تروي لـ”أثر” تجربتها قائلة: “اشتركت بمكتبة العمّ ناجي منذ عامين، والاشتراك هو ألف ليرة سوريّة شهريّاً مقابل استعارة عدّة كتب، فيمكننا عدّها مكتبة مجانيّة، حيث تتوفر كتب وعناوين متنوعة جداً، وإذ لم أجد الكتاب الذي أريده؛ يقوم بتأمينه لي بأسرع وقت ممكن، وهي مبادرة جميلة للتشجيع على القراءة، كون القراءة الورقيّة أقرب نفسياً لي ووضوحاً، وتخلق لديّ حالة شعوريّة وارتباط مع الكتاب”.

للتشجيع على القراءة

من جهته، يشرح العمّ ناجي صاحب هذه المكتبة الرصيفيّة لـ”أثر” الأسباب التي دفعته لتبني هذه المبادرة مبيناً أنها قائمة منذ 3 سنوات، وانطلاقتها كانت لسبب التشجيع على القراءة بشكل عام ونشر الثقافة بشكل خاص لطلاب الجامعة الذين يميلون للقراءة الورقيّة، والغلاء المتسارع في أسعار الكتب، والفكرة تحتوي بيع الكتب وإعارتها بأجور بسيطة، والأمر المشجع هو مواظبة المشتركين القدامى واستمراريتهم على استعارة الكتب.

وعن الاشتراك يضيف العمّ ناجي: “يختلف الاشتراك بين المشتركين القراء القدامى والجُدد، فنحن متمسكون جداً بالقدامى لأنهم آمنوا بفكرتنا منذ البداية، وخلقوا حالة من الأريحيّة والتفاعليّة بيني وبينهم، ولكن حتى الجُدد لا أتقاضى منهم أيضاً سوى مبلغ بسيط، وبعد فترة يصبحوا من المشتركين القدامى”.

وحول الكتب المتواجدة يقول العمّ ناجي: “غالبيّة الكتب أدبيّة ولكن يوجد كتب بمختلف العلوم وخاصة الكتب التاريخيّة، والإقبال يكون على الكتب الحديثة في طبعتها، وإن لم تتواجد بعض الطلبات أعمل على تأمينها بأقل وقت ممكن، وبالطبع تتأثر قوتنا الشرائيّة بارتفاع سعر الكتب، ولكن أصرّ على تأمين كافة العناوين التي يطلبها المشتركون.

أمير حقوق – دمشق

اقرأ أيضاً