خاص|| أثر برس تراجع حجم التغذية الكهربائية في سوريا نهاية العام الجاري بشكل غير مسبوق، إذ لامست ساعات القطع الـ 22 ساعة في اليوم في أغلبية أحياء العاصمة دمشق، وكان السبب الرئيس لذلك، بحسب تصريحات المعنيين في وزارة الكهرباء هو انخفاض كميات الغاز المخصصة لمحطات التوليد بعد تشغيل معمل الأسمدة في منتصف تشرين الثاني الماضي، لتصل إلى 1600 ميغا تقريباً بعد أن كانت قرابة 2000 ميغا.
وعلى الرغم من مرور 10 أيام على توقف المعمل المذكور، وتأكيد الوزارة على أن الإنتاج عاد إلى ما كان عليه بعد إيقاف معمل الأسمدة، لكن الانقطاع بقي على ما هو عليه ولم يطرأ أي جديد، وعلى العكس حصلت في بعض المناطق انقطاعات أطول، وبقيت ساعات التقنين على ما هي عليه؛ فأين الكهرباء إذاً؟
الكهرباء مُتهمة: غير عادلة في “التقنين”!
طوال السنوات الماضية، على ما يبدو؛ لم تستطع وزارة الكهرباء إقناع السوريين بأنّ التقنين عادل بين جميع المحافظات وحتى بين مناطق المحافظة الواحدة نفسها؛ فدائماً “الاتهامات” التي يوجهها الأهالي لوزارة الكهرباء كانت تتعلق بعدالة “التقنين”.
أهالي أحياء الريف الملاصقة للعاصمة دمشق كـ “ببيلا” و”بيت سحم” وحتى الأحياء الدمشقية المتطرفة كــ”التضامن” و”القدم”، يشعرون بأنهم مغبونون ولا تصلهم الكهرباء، كما ينعم بها أهالي حي “الميدان” و”الزاهرة”.
وأهالي حي “الميدان” والزاهرة” ممن تم التواصل معهم، أيضاً يؤكّدون أنّ لا عدالة في توزيع الكهرباء، فدقائق متقطعة لا تعني لهم أن هناك تغذية كهربائية، ولا يعاملون كما تعامل مناطق أوتوستراد “المزة” و”البرامكة” وغيرها.
أيضاً حي “المزة” على العموم، يشهد انقطاعات طويلة وغير عادلة برأي سكانه، الذين أكدوا لـ “أثر” أنهم لا يعاملون بساعات التغذية أسوة بسكان مناطق أخرى مثل “الصالحية” و”الجسر الأبيض” وغيرها، أمّا سكان حي “الصالحية” و”الجسر الأبيض”، هم أيضاً يشعرون بـ “الغبن” ويرون أن لا عدالة بالتوزيع مقارنة بالتغذية للأحياء المجاورة لهم مثل “أبو رمانة” و”المالكي”!.
إذاً، الصورة العامة ضمن أحياء العاصمة، تشرح بوضوح حالة عدم الرضى على واقع التغذية الكهربائية، في البلاد، وهذا يحمّل وزارة الكهرباء الكثير من التحديات، ولكن الأخيرة نفسها لا تقف من دون تبرير، فغالباً ما يؤكّد مسؤولو الوزارة أنّ التقنين موحد وعادل بين جميع المناطق حسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة؛ إلا أنّ سبب الانقطاعات المتكررة وعدم ثبات ساعات الوصل يعود إلى الفصل الترددي نتيجة زيادة الحمولات سواء في الصيف أو الشتاء.
لماذا لم يشعر السكان بتحسن التغذية؟
على جانب من الاتهامات والانتقادات التي وجهت لعمل وزارة الكهرباء خلال الفترة الماضية، كانت مسألة تراجع إنتاجية البلاد إلى 1600 ميغا في منتصف تشرين الثاني الفائت تقريباً، قد أخذت حيزاً واسعاً للحديث عنها وذلك نتيجة انخفاض كميات الغاز الموردة للوزارة على خلفية تشغيل معمل الأسمدة، ولكن بعد مرور شهر تم إيقاف المعمل، ومن المفترض أن تعود كميات الإنتاج لدى الكهرباء على ما هو عليه قبل انخفاضها أي 2000 ميغا، لكن ما هو ملموس غير ذلك، وهذا دفع السوريين إلى التساؤل عن سبب ذلك؟
وشرح مصدر في وزارة الكهرباء عبر “أثر” الأسباب التي جعلت تأثير عودة كميات الغاز من معمل الأسمدة غير ملحوظة للسكان، إذ بيّن أن تزامن عودة الكميات المضافة إلى الشبكة مع ارتفاع الحمولات على ساعات التغذية الطبيعية المخصصة لكل محافظة، أدى إلى حصول انقطاعات إضافية أفقدت الكميات المضافة إلى الشبكة من إمكانية إحداث تأثير فعلي يمكن أن يلمسه الناس.
وأرجع المصدر سبب ارتفاع الحمولات إلى انخفاض درجات الحرارة التي دفعت السكان إلى تحميل الشبكة بأجهزة التدفئة بمختلف أشكالها، والتي ستؤدي حتماً إلى الضغط على خطوط الشبكة الكهربائية وبالنهاية تحصل انقطاعات متكررة، وهذا يعني حصول الفصل الترددي الذي يهدف إلى حماية الشبكة من أيّة أخطار قد تؤدي إلى إخراجها عن الخدمة.
وأشار المصدر إلى أنّ الوزارة هذا العام استكملت إنجاز عدد من المشاريع التي تم البدء بها خلال الفترة الماضية، إذ تم إعادة تشغيل المجموعة الأولى من محطة توليد حلب وتجهيز محطة الرستين في اللاذقية بالكامل وهي فقط تحتاج إلى وقود.
قصي المحمد