خاص|| أثر برس
تُوفيت عائلة سوريا مؤلفة من ثلاثة أشخاص (أم، وأبنها، وبنتها) في الإعصار الذي ضرب يوم أمس الاثنين، مدينة «درنة» شرقي ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية في حين بقيت عدّة عائلات سوريا أخرى مفقودة في المدينة إلى جانب المئات من العائلات الليبية.
وأكّدت مصادر من بين أبناء الجالية السورية في ليبيا في حديث لـ”أثر”، أنّ العائلة السورية مؤلفة من ثلاثة أشخاص، الأم وابنها وبنتها، مشيرة إلى أنّ الأب كان خارج درنة في مدينة البيضاء، ليلة حدوث الإعصار، لافتةً إلى عدم وجود أي معلومات جديدة أخرى عن عائلات سوريا على الرغم من تأكيد المصادر، وجود عائلات عدّة تقيم في المدينة.
وفي سياق متصل، رصد موقع “أثر برس” وجود عدد من العائلات السورية مفقودة في المدينة المنكوبة، إذ نُشر عدد من المنشورات عبر صفحات موقع “الفيس بوك”، يتساءل فيها سوريون عن عائلات سوريا من دون وجود أي إجابات أو ردود عليها.
وكتب الشاب “محمد خير” من سوريا، منشوراً على صفحة أبناء الجالية السورية في ليبيا، ناشد فيه ممن لديهم أي معلومات عن عائلات أخوته الاثنين في درنة يعملون في مجال دوزان سيارات الورشة السورية، وقال خير: “إخوتي الاثنين مفقودين ومقطوع الاتصال بهم من تاريخ 10 أيلول مساء في درنة، والأسماء هم: محمد فراس قلعجي، وزوجته رنا الخطيب، مع 6 أولاد غنى، جنى، محمد، تقى، جوري، أحمد”، إضافة إلى الشاب محمد شادي قلعجي.
وفي سياق متصل، طالب عدد من السوريين المقيمين في ليبيا، الأطباء السوريين هناك بالتجمع لمساعدة المتضررين من الإعصار، إذ كتب محمد الزين: “كل الدكاترة والممرضين السوريين في ليبيا نسقوا على تجمع وتواصلوا مع جهة رسمية لنمشي نوقف مع أهلنا في درنة”.
ويعيش في ليبيا عشرات آلاف من السوريين من دون وجود إحصائيات دقيقة لأعدادهم، وقد ازداد عددهم خلال السنوات الماضية على خلفية الحرب على سوريا، حيث كانت ليبيا مقصداً للمهاجرين السوريين للتوجه عبرها إلى أوروبا، إلا أن الخوف من الغرق أو الإخفاق في رحلة اللجوء جعلهم يستقرون هناك.
وتشير بعض التقارير الإعلامية، إلى أنّ ليبيا خلال السنوات السبعة الأولى من الحرب السورية، استقبلت ما يزيد عن 250 ألف سورياً أغلبيتهم يعيشون في طرابلس ومصراته، وهما أبرز المدن التي اتجه إليها المهاجرين السوريين نظراً لتوافر سوق عمل كبير إضافة إلى النشاط التجاري المتنوع، بحسب ما ذكره موقع “زمان الوصل” المعارض.
الخارجية السورية تعزّي بضحايا الإعصار:
أعربت سوريا عن تعازيها وتضامنها مع الحكومة والشعب الليبي الشقيق بسبب إعصار دانيال المدمر الذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن ثلاثة آلاف مواطن.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها: “حكومة الجمهورية العربية السورية تتقدم بأحرّ التعازي القلبية للحكومة والشعب الليبي الشقيق لمصابه الأليم الناجم عن إعصار دانيال المدمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مواطن وآلاف الجرحى والمفقودين ونجمت عنه خسائر مادية جسيمة”، بحسب وكالة «سانا».
وأضافت الخارجية: “سوريا تعرب عن مشاركتها الصادقة للأخوة الليبيين قيادةً وحكومةً وشعباً في مصابهم وخالص مواساتها لعائلات الضحايا والمفقودين والجرحى”، وتابعت: “سوريا تثق بقدرة الدولة الليبية الشقيقة على تجاوز الصعوبات مهما بلغت قساوتها، وقدرة الشعب الليبي ومؤسساته على تجاوز الآثار الكارثية لهذا الإعصار”.
وتعرّضت ليبيا لأسوأ كارثة طبيعية وهي الفيضانات بسبب إعصار “دانيال”، وصواعق رعدية ورياح قوية، أدت إلى انهيـار سد “درنة” بسبب قوة السيول الجارفة وغرق مدن الشرق الليبي، خلّفت آلاف القتلى بحسب ما ذكره الصليب الأحمر الدولي، إضافة إلى فقدان ما يزيد عن 10 آلاف شخص.
ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضاً أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة، إذ أسفرت عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل، بأنها “شديدة للغاية من حيث كمية المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة”، بحسب ما نقله موقع قناة «RT» الروسية.
قصي المحمد