وسط التوتر الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في أوكرانيا، والحديث عن ارتباط الوجود العسكري الروسي في سوريا بالتصعيد في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وصول مقاتلات من طراز “ميغ -31 ك” الحاملة لصواريخ “كينجال” فرط الصوتية وقاذفات “تو-22 م” وصلت إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا في إطار التدريبات البحرية.
وقالت الوزارة في بيانها: “تم نقل هذه الطائرات الحربية، على خلفية تواجد مجموعات جوية تابعة للناتو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وستشارك هذه المقاتلات والقاذفات، في التدريبات البحرية الروسية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط”.
وأشارت الوزارة، إلى أن المقاتلات والقاذفات قطعت أكثر من 1.5 ألف كلم من قواعدها إلى حميميم.
وتابع البيان: “خلال التمرين، سيتعين على طياري الطيران بعيد المدى المذكورين، تنفيذ المهام الملقاة على عاتقهم”.
وتتواجد مجموعات حاملات الطائرات التابعة للناتو، بما في ذلك حاملة الطائرات “هاري ترومان” من البحرية الأمريكية، وحاملة الطائرات “شارل ديغول” من البحرية الفرنسية، وحاملة الطائرات “كومتي إيدي كافور” من البحرية الإيطالية، في البحر المتوسط مصحوبة بسفن هجومية وسفن دعم.
وتشهد الفترة الأخيرة توترات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، حيث وصلت قوات روسية وأمريكية إلى أوكرانيا، وسط عجز الطرفين (الروسي والأمريكي) من التوصل إلى حل ديبلوماسي لخفض التوترات على الحدود الروسية-الأوكرانية بالرغم من سلسلة الاجتماعات التي عُقدت بين الطرفين في الآونة الأخيرة.
وتسبب هذا التصعيد باستنفار أمني لدى العديد من الدول الأوروبية، حيث دعت بعض هذه الدول رعاياهم في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد، كما باتت الخطوط الجوية تتجن المرور من الأجواء الأوكرانية.
وأمام هذا التصعيد والتحشيد العسكري، تؤكد روسيا أنها لا نية لديها إلى الآن بغزو أوكرانيا معتبرة أن حديث واشنطن عن غزو روسي لأوكرانيا هو أسلوب دعائي، مشيرة إلى أن الحشد العسكري الروسي الذي وصل إلى حدودها مع أوكرانيا هو بإطار مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، وبدوره يشير المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إلى أن البنتاغون لا يزال يعتقد أن الرئيس الروسي لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن غزو أوكرانيا، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المعلومات الاستخباراتية لا تزال تشير إلى أن الروس قد يلجأون إلى الخيار العسكري.
يشار إلى أن هذا التوتر بين روسيا و”الناتو” في أوكرانيا يمتد إلى كافة دول العالم تقريباً، لا سيما الشرق أوسطية، سواء بما يتعلق بالنواحي الأمنية والاقتصادية وغيرها، باعتبار أن أوكرانيا تمثل مصدر رئيسي لواردات القمح بالنسبة لبعض دول الشرق الأوسط وعلى رأسهم مصر ولبنان.
الجدير بالذكر أن تقارير أجنبية عديدة أكدت أن روسيا مستفيدة إلى حد كبير من وجودها العسكري في سوريا، لاستعراض قدراتها القتالية وتطوير صناعاتها العسكرية وكشف نقاط القوة والضعف في معداتها العسكرية، حيث سبق أن نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أكد خلاله أن: “العملية العسكرية في سوريا منحت موسكو الثقة في التفاعل والانخراط في مناطق أخرى أيضاً سواء من حيث السلوك في أوكرانيا أو تجاه الناتو، وبفضل السياسة الروسية في الشرق الأوسط تعلم الكرملين اللعب بمعدلات أعلى الخداع وتوضيح موقفه وإصدار الإنذارات”.