يتنقل المصور الفلسطيني مؤمن قريقع بهمةٍ ونشاط على كرسيه المتحرك، حاملاً كاميراته لتغطية الأحداث والفعاليات غير آبه بإعاقته، ومصراً على استمرار مشوار النضال في تغطية جرائم الكيان الإسرائيلي بحق قطاع غزة ونقل المعاناة المعيشية والإنسانية لسكانه.
لم تكن الإصابة القاسية التي تعرض لها مؤمن لتعيق مسيرته الصحفية، فبعد أن فقد قدميه إثر استهدافه بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال في 2008 أثناء إعداد تقرير عن معاناة سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي، لم يستسلم المصور العشريني للواقع الجديد بل قرر العودة للعمل في مهنة البحث عن المتاعب بعد عودته من رحلة العلاج التي استغرقت 9 أشهر، وتحول بعدها من مصور فيديو إلى مصور فوتوغرافي.
وتحدث المصور قريقع الذي يعمل مع “المركز الفلسطيني للإعلام” ووكالة إيطالية وبعض المواقع الأخرى، عن المشاكل والصعاب التي واجهته أثناء قرار العودة للعمل بعد إصابته، قائلاً: “بعد شفائي من الإصابة بنسبة 80% بدأت التفكير في العودة إلى العمل.. وبعد شهر من عودتي إلى غزة حاولت أن أعود للعمل مع وكالتي التي كنت أعمل فيها، نيو بال، لكنها رفضت بسبب إصابتي خاصة إنني كنت أعمل مصور فيديو”.
وتابع مؤمن حديثه: “بدأت أعمل ولأول مرة مصوراً فوتوغرافياً بشكل فردي مع الوكالات المحلية والعالمية بعد أن كنت مصور فيديو، فتشجيع زوجتي لي دفعني لمواصلة عملي الصحفي دون الاكتراث بما حال بي، فهي أيضاً تعمل في مجال الصحفي”.
وعن المشاكل والصعاب التي تواجهه أثناء عمله كمصور على كرسي متحرك والذي قوبل بالرفض في بداية الأمر، قال المصور الشاب: “كثير من المشاكل واجهتني في بداية العمل مع الزملاء خاصة أنني أعمل على كرسي متحرك والكل كان رافضاً للفكرة لكن مع استمراري وإصراري على العمل بدأ الصحفيون في استيعاب الفكرة واستطعت العمل وإثبات وجودي في الميدان”.
وختم المصور الفلسطيني حديثه: “الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب.. أنا استهدفت من أجل الصورة والرسالة السامية التي يحملها الصحفيون بغزة وقررت أن أعود للعمل وأقهر المحتل الإسرائيلي”.