خاص|| أثر برس لليوم الخامس على التوالي تستمر القوات التركية باستهداف مواقع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في الجزيرة السورية، وأحدثت هذه الاستهدافات أضراراً مادية في البنى التحتية السورية جراء التركيز على ضرب المنشآت النفطية ومحطات تحويل الكهرباء.
وركزت الضربات الجوية للطيران المسيّر التركي على إنهاك “قسد” اقتصادياً وضرب مصادر التمويل كمحطات النفط ومحطات تحويل الكهرباء التي تسيطر عليها، وأعلنت وزارة الدفاع التركية بوقت سابق أن الاستهداف الجوي ركز على مرافق البنى التحتية وأنفاق وكهوف ومقرات لـ”الوحدات الكردية”.
معظم المناطق باتت دون ماء وكهرباء:
ووفقاً لمدير الشركة العامة لكهرباء الحسكة المهندس صالح إدريس، فإن قصف المسيّرات التركية تسبب بخروج محطات تحويل الكهرباء في “القحطانية والقامشلي وشمال القامشلي والدرباسية وعامودا” عن الخدمة، مشيراً إلى أنه “حالياً غالبية هذه المناطق من دون كهرباء ومياه للشرب لتوقف محطات المياه نتيجة قطع التيار الكهربائي”.
وأكد مصدر لـ”أثر” في شركة كهرباء الحسكة أن “الطيران ضرب المحولات الخاصة بكل محطة”، موضحاً أن هذه المرة الثانية التي يتم فيها استهداف المحولات.
ولفت المصدر إلى أنه “بعد الاستهداف الأول تم جلب محولات من المحطات التي لم تستهدف وتمت إعادة تشغيل المحطات التي استُهدفت، مضيفاً أن كلفة المحولة الواحدة حالياً ما يقارب 10 مليار ليرة.
وتابع المصدر نفسه أن “المسيّرات التركية استهدفت ليل أمس، منشأة التوليد في السويدية في منطقة رميلان لتتوقف نهائياً نتيجة الأضرار الكبيرة التي طالت عنفات التوليد، إذ كانت تنتج يومياً ما يقارب 55 ميغا يتم استخدامها لتغذية الخطوط الخدمية”.
وأضاف إدريس، أن المصدر الوحيد للتيار الكهرباء حالياً هو خط التوتر الواصل من الطبقة في سد الفرات إلى الحسكة، لكن المشكلة تكمن بخروج محطات التحويل عن الخدمة، باستثناء قسم من مدينة القامشلي الذي يمكن تغذيته عن طريق المحطة الرئيسة التي لم يتم استهدافها بسبب قربها من مطار القامشلي الدولي.
وأكد المصدر أنه تم تدمير منشأة توليد الطاقة الكهربائية في السويدية بالكامل، وهي المنشأة التي تزود محطات المياه والآبار كافة في المنطقة بالكهرباء، وفي هذا الصدد بيّن مدير عام المياه المهند محمد عثمان في تصريح لـ”أثر” أن “محطات المياه في القحطانية و القامشلي وعامودا والدرباسية متوقفة عن الضخ جراء انقطاع التيار الكهربائي”.
المنشآت النفطية هدف رئيسي للمسيرات التركية:
بالإضافة إلى ضرب البنية التحتية الكهربائية ركزت تركيا على استهداف المنشآت النفطية السورية التي تسيطر عليها “قسد” وتعتبر من اهم مصادر تمويلها، حيث تم استهداف محطة عودة النفطية بمنطقة القحطانية بريف القامشلي الشرقي ومعمل توليد الغاز الطبيعي، وفي تصريح لـ”أثر” قال مصدر في مديرية حقول نفط رميلان: “تم استهداف ثلاث وحدات لتكرير النفط في محطة عودة بالقحطانية لأهميتها كونها تغطي 70 في المئة من احتياجات المحافظة من المحروقات (الغاز والمازوت والبنزين)”.
وأضاف المصدر أن “معمل إنتاج الغاز الطبيعي في رميلان خرج أيضاً من الخدمة نهائياً ونسبة الضرر فيه كبيرة جداً”، موضحاً أن “توقفه سيكون له نتائج كارثية على أبناء المحافظة، إذ ينتج المعمل يومياً نحو 12 ألف أسطوانة”.
لماذا تركّز أنقرة على هذه الأهداف باستهدافاتها؟
يشير الخبراء إلى أن الاستهدافات التركية تركّز على البنى التحتية والمنشآت التي تحقق عائدات مادية كبيرة لـ”قسد” في الوقت الذي يعتمد فيه “حزب العمال الكردستاني” على هذه الموارد اعتماداً رئيسياً لتمويل عملياته ضد القوات التركية.
فيما ركزت الاستهدافات التركية بشكل أقل على المقرات والتجمعات التابعة لـ”قسد” باعتبار أن الغاية هي شل المنطقة بالكامل ووقف كل مصادر التمويل، وفي هذا الإطار نفى المركز الإعلامي لـ”قسد” في بيان “وجود أي خسائر بشرية في صفوف قواتها في الضربات الجوية التي نفذها الطيران المسيّر التركي”.
وفي الثالث والعشرين من كانون الأول الفائت شنت تركيا أيضاً سلسلة من الضربات على البنية التحتية السورية ضمن مناطق سيطرة “قسد” لكن الاستهدافات السابقة لم تكن بمستوى الضربات الحالية والتي من شأنها أن يكون لها تأثيرات كبيرة في حياة الأهالي لناحية حرمانهم من المحروقات والكهرباء والمياه الصالحة للشرب.
جوان الحزام- الحسكة